وقال العلامة الحسن بن صلاح الداعي ـ رحمهالله ـ في شرح أبياته : هو الإمام الكبير الخطير الشهير الناصر لدين الله : إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عز الدين بن علي بن الحسين بن الإمام عز الدين بن الحسن ـ عليهمالسلام ـ اليحيوي صاحب العلم الغزير الشهير ، والقدر الخطير ، فنذكر أولا علمه :
فله في إحياء العلم على فنونه ما لم يكن لغيره من المتأخرين ، حتى كان يقرأ في اليوم والليلة أربعة أدوال في العلم على فنونه ، وله من المؤلفات كتاب تنقيح الأنظار في شرح هداية الأفكار أربعة مجلدات ، وله شرح على الثلاثين المسألة واسمه (الإصباح على المصباح) وهو هذا الذي بين يديك .. وغير ذلك من المؤلفات ، وله رسائل عجيبة ، وجوابات على المسائل غريبة ، وكان حسن السيرة صالح السريرة من المحل الأعلى في قدر العلماء الكبار ، وفي التواضع والعبادة للحيّ القيوم مع الإحسان إلى المسلمين ، وإكرام الوافدين ، والغلظة على الظالمين ، والهيبة على الفاسقين.
دعوته عليهالسلام
ودعى عقيب موت المؤيد بالله : محمد بن القاسم ـ عليهالسلام ـ مع دعاة عدة ، وكان الغلبة فيها وثبوت الإمامة للإمام المتوكل على الله : إسماعيل ـ عليهالسلام ـ.
ثم دعى الناصر لدين الله الدعوة الثانية لأسباب ثانية بينه وبين أجناد المتوكل على الله ، وساق كلاما وأورد التنحية الفصيحة وذكرها صاحب طبق الحلوى ، ووجدتها بقلم الإمام ـ عليهالسلام ـ ونقلتها في غير هذا الموضع.
ثم قال الحسن بن صلاح ـ رحمهالله ـ : وله أشعار فائقة وأقوال رائقة ، منها القصيدة التي فعلها لما غدر به أبو طالب أحمد بن المنصور بالله بعد الأمان ودخوله إلى صعدة تحت المضلة وفوق الحصان بأمان مؤكد ، وعقد مشدد في الدعوة الأولى فقال :
توكل على الرحمن في السر والجهر |
|
فأفراجه تأتيك من حيث لا تدري |