(المسألة التاسعة والعشرون : أن الإمام بعد الحسن أخوه الحسين) عليهماالسلام
لما ذكر من الإجماع على الترتيب بعد ورود الدليل الدال على إمامتهما.
والذي خالف في إمامة الحسين فرقة من النواصب زعموا أن يزيد لعنه الله الإمام ؛ لأن معاوية نص عليه ، وأن الحسين ـ عليهالسلام ـ كان خارجيا ، (والدليل) الذي يدل (على ذلك) وعلى بطلان ما قالوه ما قدمناه من النص المقطوع من (قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا ...» الحديث).
وأيضا ونقول : متى ثبت لكم أن معاوية إمام حتى يصح نصه على غيره ، ولو لم نستدل على بطلان إمامة معاوية إلا بالنص على من ارتكب المحرمات على أنواعهن وظهر كفره ظهور الشمس ، وذلك يزيد اللعين المستبيح لبضعة سيد المرسلين لكفى بذلك دليلا ، على أنه ليس من أئمة الهدى ، بل من سلاطين الجور والاعتداء ، وأيضا فكيف تصح إمامة يزيد مع علوه في الفسق وظهور حظه في الكفر؟! ولو لم يكن من كفره إلا قتله لأولاد رسول الله ، وانتهاك حرمه وحرمه ، وإباحة مدينته ، وقتل أصحابه فيها وأبنائهم ، وربط خيله في مسجده وشدها إلى سواريه تبول وتروث فيه ، وقد قال صلىاللهعليهوآلهوسلم في حق الحسنين : «أنا حرب لمن حاربكم ، وسلم لمن سالمكم» (١) فما ظنك بمن حارب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ ويكفيك دليلا على كفره ، ما ظهر من التواريخ عند
__________________
(١) أخرجه ابن عساكر في ترجمة الحسين من تاريخ دمشق بتحقيق المحمودي عن زيد بن أرقم قال المحمودي :
والحديث رواه ابن حبان في صحيحه (ج ٢) وساق سند ابن حبان عن صبيح مولى أم سلمة عن زيد بن أرقم ، قال : ورواه ابن ماجة القزويني في الحديث (١٤٥) من سننه (ج ١ ص ٥٢) وفي ط (ص ٦٥) وساق سنده إلى السدي عن زيد بن أرقم ، قال المحمودي : ورواه عنه في الباب (٧) في الحديث (١٥) من السمط الثاني من فرائد السمطين ، قال المحمودي : ورواه الحاكم في باب مناقب أهل البيت من المستدرك (ج ٢ ص ١٤٩) وساق سنده إلى زيد بن أرقم قال : ورواه الخوارزمي بسنده ، قال : ورواه الترمذي إلخ ، ، ما ساقه المحمودي من تخريجه للحديث في ترجمة الحسين ـ عليهالسلام ـ (ص ١٠٠) وما بعدها.