قائمة الکتاب
الطرف الثاني : في معتقد أهل السنة في الصحابة وإمامة الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين
٣٢٨
إعدادات
غاية المرام في علم الكلام
غاية المرام في علم الكلام
المؤلف :أبي الحسن علي بن محمد بن سالم الثعلبي [ سيف الدين الآمدي ]
الموضوع :العقائد والكلام
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :334
تحمیل
ومن لا خلاق له من الأطراف ، وما ثبت نقله ولا سبيل إلى الطعن فيه ، فما كان يسوغ في الاحتمال ، والتأويل فيه بحال ، فالواجب أن يحمل على أحسن الاحتمالات ، وأن ينزل على أشرف التنزيلات ، وإلا فالواجب الكف عنه ، والانقباض منه ، وأن يعتقد أن له تأويلا لم يوصل إليه ، ولم يوقف عليه ؛ إذ هو الأليق بأرباب الديانات ، وأصحاب المروءات ، وأسلم من الوقوع في الزلات ، ولكون سكوت الإنسان عما لا يلزمه الكلام فيه أرجى له من أن يخوض فيما لا يعنيه ، لا سيما إذا احتمل ذلك الزلل والوقوع بالظن والرجم بالغيب في الخطل.
ويجب ـ مع ذلك ـ أن يعتقد أن أبا بكر أفضل من عمر ، وأن عمر أفضل من عثمان ، وأن عثمان أفضل من علي ، وأن الأربعة أفضل من باقي العشرة ، والعشرة أفضل ممن عداهم من أهل عصرهم ، وأن أهل ذلك العصر أفضل ممن بعدهم ، وكذلك من بعدهم أفضل ممن يليهم ، وأن مستند ذلك ليس إلا الظن ، وما ورد في ذلك من الآثار ، وأخبار الآحاد ، والميل من الأمة إلى ذلك ، بطريق الاجتهاد.
وفيما ذكرناه غنية للمبتدئين ، وشفاء للمنتهين ، عند من نظر بعين الاعتبار ، وله قدم راسخ في الاختبار.
والمسئول من بارئ النسم ، ومعيد الرمم ، أن ينيلنا فائدته ، ويعقبنا عائدته ، حين الفقر والفاقة ، وضعف الطاقة ، في يوم القصاص ، حيث لات حين مناص ، وأن يصلي على صفوته من الرسل محمد وآله وأصحابه ، إنه أرجى مسئول وأعطف مأمول.
والحمد لله رب العالمين ، وبه نستعين ، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكان الفراغ من نسخه الخامس عشر من شهر رجب سنة ثلاث وستمائة وذلك بثغر الإسكندرية بالمدرسة العادلية ، والسلام وحسبنا الله ونعم الوكيل.