خاتمة جامعة لهذا القانون
إن قيل : فهل
للباري ـ تعالى ـ أخص وصف يتميز به عن المخلوقات؟
وهل يجوز أن يكون
له صفة زائدة على ما أثبتموه من الصفات؟
وهل الصفة نفس
الوصف أم غيره؟
وإن كانت غيره فهل
هي عين الموصوف أم غيره أم لا هي هو ولا هي غيره؟
قلنا
: أما السؤال الأول :
فقد قال بعض
الأصحاب فيه : إنه لا بدّ من صفة وجودية ، إذ التمييز بين الذوات غير حاصل بما
يتخيل من الأمور السلبية النفييّة ، كما في قولنا : إنه لا حد له ولا نهاية ، وليس
بجسم ولا عرض ونحو ذلك.
لكن هل يجوز أن
يدرك أم لا؟ اختلفوا ، فقال بعضهم : إن استدعاء التمييز بالوصف الأخص إنما يكون
عند الاشتراك بين الذوات ، والباري ـ تعالى ـ مباين بذاته لجميع مخلوقاته ، وأنه
ليس بمجانس لها ، وإلا للزم أن يشاركها في كونها جواهر وأعراضا وكل ذلك محال كما
سيأتي ، وهو الأغوص.
وأما
السؤال الثاني :
فمما اختلف فيه أيضا
، فقال بعضهم : لا يجوز أن يكون له صفة زائدة على ما أثبتناه من جهة أن الدليل
الذي دل عليها لم يدل على غيرها ، وأيضا فإنه لو جاز أن يكون له صفة أخرى لم يخل :
إما أن تكون صفة كمال أو نقصان ، فإن كانت صفة كمال فعدمها في الحال نقصان ، وإن
كانت صفة نقصان فثبوتها له ممتنع ، وهذا فيه نظر ، فإن غاية ما يلزم من انتفاء
دلالة الدليل
__________________