فلا يقال : أدركت
ببصري شيئا ولم أره. وأمّا أنّ كلّ صفة تمدّح بنفيها فإثباتها نقص فإنّه ظاهر ،
كما تمدّح بنفي الصاحبة ونفي الشريك.
الوجه الثاني : قوله تعالى في قصّة موسى ـ عليهالسلام ـ جوابا لسؤال الرؤية : (لَنْ تَرانِي) ولن لنفي الأبد. لا يقال : لو كانت الرؤية ممتنعة ، لما
سألها موسى ، إذ منصب النبوّة تنافي الجهل بذلك. لأنّا نقول : الظاهر أنّ السؤال
لقومه ، وإنّما أضافه إلى نفسه ليكون أبلغ في الإعذار إليهم ، ويبيّن ذلك قوله
تعالى حكاية عنهم : (فَقَدْ سَأَلُوا
مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ
الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ) .
الوجه
الثالث : ما روي من
الأحاديث الصريحة من نفي الرؤية ، وهي كثيرة في كتب الأحاديث.
احتجّ المخالف
بالعقل والنقل.
أمّا العقل فقالوا
: اشترك الجوهر والسواد في صحّة الرؤية ، ولا بدّ من
__________________