هذا وجه الصواب. (٤٨)
وباليدين : القوّة كما يقال : لا يدلي بكذا. (٤٩)
وبالساق : شدّة الأمر كما يقال : شمّرت الحرب عن ساق. (٥٠)
__________________
ـ كبيرا. ومن الدليل على أنّ المراد بوجه الله هاهنا : ذات الله سبحانه قوله : (ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) فكأنّه قال: ويبقى ربّك ذو الجلال والإكرام ، ألا ترى أنّه سبحانه لمّا قال في خاتمة هذه السورة : (تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ) قال : (ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) ولم يقل ذو ، لأنّ اسم الله غير الله ، ووجه الله هو الله ، وهذا واضح البيان. راجع مجازات القرآن طبع بغداد ص ٢٣٦ و ١٧٨.
(٤٨) قال الجوهري في الصحاح ج ٦ ص ٢٢٥٥ : يقال هذا وجه الرأي ، أي هو الرأي نفسه.
(٤٩) قال الزمخشري في أساس البلاغة ص ٥١٢ يقال : «ولا يدي لك به» ، «ومالك به يدان» إذا لم تستطعه.
وقال الشريف الرضي في مجازات القرآن ص ٣٢ : يقول القائل : ليس لي بهذا الأمر يدان ، وليس يريد به الجارحتين ، وإنّما يريد به المبالغة في نفي القوّة على ذلك الأمر. وقال أيضا : ليس المراد بذكر اليدين هاهنا الاثنتين اللتين هما أكثر من الواحدة وإنّما المراد به المبالغة ...
(٥٠) قال الشريف الرضي في مجازات القرآن ص ٢٥٥ : المراد بها الكناية عن هول الأمر وشدّته ، وعظم الخطب وفظاعته ، لأنّ من عادة الناس أن يشمّروا عن سوقهم عند الامور الصعبة التي يحتاج فيها إلى المعاركة ، ويفزع عندها إلى الدفاع والممانعة ، فيكون تشمير الذيول عند ذلك أمكن للقراع وأصدق للمصاع ، وقد جاء في أشعارهم في غير موضع. قال قيس بن زهير بن جذيمة العبسي :
وإذ شمّرت لك عن ساقها |
|
فويها ربيع فلا تسأم |