الدين؟ لو كان ذلك
لاشتهر كما اشتهر عن عليّ ـ عليهالسلام ـ من الحجاج على التوحيد ، والاستدلال على العقائد ما يرجح
على اجتهاد كلّ عارف من الامّة .
الثالث
: قوله ـ عليهالسلام ـ : «آتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي ، فجاء عليّ ـ عليهالسلام ـ» .
لا يقال : هذا خبر
واحد وأنتم لا تعملون بالآحاد ، سلّمنا لكنّه لفظ مطلق ، والمطلق يصدق بالجزء
وبالكلّ ، فلعلّه أحبّ إليه في شيء دون شيء. سلّمنا شموله ، لكن غايته أنّ النبيّ
ـ عليهالسلام ـ دعا فمن أين أنّه يجب على الله إجابته ، سلّمنا أنّه يجب
إجابته ، لكن ما المانع أن يكون أتى من يأكل مع النبيّ مضافا إلى عليّ أو بعد عليّ
، سلّمنا أنّه لم يأت أحد من البشر سواه ، فلم لا يجوز أن يكون سأل الاتيان بأحبّ
الخلق إليه مطلقا إمّا في ذلك المقام أو في غيره أو في غير ذلك الطعام.
لأنّا نقول : أمّا
أنّه خبر واحد فلا ريب فيه ، لكنّه من الأخبار المقبولة التي اشتهرت بين الناقلين
، وإذا بلغ الخبر هذا المبلغ خرج عن حكم الآحاد إلى وجوب العمل به والانقياد
لمضمونه.
__________________