جاء وبخ العالم على الخطيئة ، ولا يقول من تلقاء نفسه ولكنه مما يسمع به ، ويكلمكم ويسوسكم بالحق ، ويخبركم بالحوادث والغيوب» وفي موضع آخر «أن الفارقليط روح الحق الذي يرسله أبي باسمي ، هو يعلمكم كل شيء» وفي موضع آخر «اني سائل له ان يبعث إليكم فارقليطا آخر يكون معكم إلى الأبد ، وهو يعلمكم كل شيء» وفي موضع آخر «ابن البشر ذاهب والفارقليط من بعده يحبي لكم بالأسرار ويفسر لكم كل شيء ، وهو يشهد لي كما شهدت له ، فإني أجيئكم بالأمثال وهو يأتيكم بالتأويل» قال أبو محمد بن قتيبة وهذه الأشياء على اختلافها متقاربة ، وانما اختلفت لأن من نقلها عن المسيح صلىاللهعليهوسلم ، في الإنجيل من الحواريين عدّة «والفارقليط» بلغتهم لفظ من ألفاظ الحمد ، أما أحمد أو محمد أو محمود أو حامد أو نحو ذلك ؛ وهو في الإنجيل الحبشي «بن نعطيس» وفي موضع آخر «ان كنتم تحبوني فاحفظوا وصاياي ، وأنا أطلب من الأب أن يعطيكم فارقليطا آخر يثبت معكم إلى الأبد ويتكلم بروح الحق الذي لم يطق العالم أن يقبلوه لأنهم لم يعرفوه ولست أدعكم أيتاما أني سآتيكم عن قريب» وفي موضع آخر «ومن يحبني يحفظ كلمتي وأبي يحبه وإليه يأتي وعنده يتحد المنزل ، كلمتكم بهذا لأني لست عندكم مقيما ، والفارقليط روح الحق الذي يرسله أبي هو يعلمكم كل شيء ، وهو يذكركم كلما قلت لكم ، استودعتكم سلامي ، لا تقلق قلوبكم ولا تجزع فاني منطلق وعائد إليكم ، لو كنتم تحبوني كنتم تفرحون بمعنى الأب ، فان ثبت كلامي فيكم كان لكم كلما تريدون» وفي موضع آخر «إذا جاء الفارقليط الذي أبي أرسله روح الحق الذي من أبي يشهد لي ، قلت لكم حتى إذا كان تؤمنوا ولا تشكوا فيه» وفي موضع آخر «أن لي كلاما كثيرا أريد أن أقوله لكم ولكنكم لا تستطيعون حمله ، لكن إذا جاء روح الحق ذاك يرشدكم إلى جميع الحق ، لأنه ليس ينطق من عنده بل يتكلم بما يسمع ، ويخبركم بكلما يأتي ويعرفكم جميع ما للأب». وقال يوحنا قال المسيح «ان أركون العالم سيأتي وليس لي شيء» وقال متى قال المسيح : «ألم تروا ان الحجر الذي أخره البناءون صار أسا للزاوية من عند الله ، كان هذا وهو عجيب في أعيننا ، ومن أجل ذلك أقول لكم ان ملكوت الله سيأخذ منكم ويدفع إلى أمة أخرى تأكل ثمرتها ، ومن سقط على هذا الحجر ينشدخ ، وكل من سقط هو عليه يمحقه».