وبعث به مع عمرو بن أمية الضمري ، فلما قرئ عليه الكتاب أسلم ، وقال لو قدرت على أن آتيه لأتيته ، وكتب إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم صلىاللهعليهوسلم أن يزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان ففعل وأصدق عنه أربعمائة دينار ، وكان الذي تولى التزويج خالد بن سعيد بن العاص بن أمية ، وكتب إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يبعث إليه من بقي عنده من أصحابه ويحملهم ففعل ، فقدموا المدينة فوجدوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بخيبر ، فشخصوا إليه فوجدوه قد فتح خيبر ، فكلم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المسلمين أن يدخلوهم في سهامهم ففعلوا فهذا ملك النصارى قد صدق رسول الله صلىاللهعليهوسلم وآمن به واتبعه. وكم مثله ومن هو دونه ممن هداه الله من النصارى قد دخل في الدين ، وهم أكثر باضعاف مضاعفة ممن أقام على النصرانية.
قال ابن إسحاق : وقدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو بمكة عشرون رجلا أو قريبا من ذلك من النصارى حين بلغهم خبره من الحبشة فوجدوه في المسجد ، فجلسوا إليه وكلموه ، وقبالتهم رجال من قريش في أنديتهم حول الكعبة ، فلما فرغوا من مسئلة رسول الله صلىاللهعليهوسلم عما أرادوا دعاهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى الله ، وتلا عليهم القرآن فلما سمعوه فاضت أعينهم من الدمع ، ثم استجابوا له وآمنوا به وصدقوه ، وعرفوا منه ما كان يوصف لهم في كتابهم من أمره فلما قاموا عنه اعترضهم أبو جهل بن هشام في نفر من قريش ، فقالوا لهم خيبكم الله من ركب؟! بعثكم من ورائكم من أهل دينكم ترتادون لهم لتأتوهم بخبر الرجل فلم تطمئن مجالسكم عنده حتى فارقتم دينكم وصدقتموه بما قال؟! ما نعلم ركبا أحمق منكم أو كما قالوا فقالوا لهم سلام عليكم ، لا نجاهلكم ، لنا من نحن عليه ولكم ما أنتم عليه ، لم نأل من أنفسنا خيرا ويقال ان النفر من النصارى من أهل نجران ، ويقال فيهم نزلت : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا) إلى قوله (سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ) [القصص : ٥٥] .. وقال الزهري ما زلت أسمع من علمائنا أنهن نزلن في النجاشي وأصحابه
قال ابن إسحاق : ووفد على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وفد «نصارى نجران» بالمدينة ، فحدثني محمدا بن جعفر بن الزبير ، قال : لما قدم وفد نجران على رسول الله