(٢٦) فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ (٢٧) ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (٢٨))
شرح الكلمات :
(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) : أي يتفكرون فيه فيعرفون الحق من الباطل.
(أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) : أي بل على قلوب لهم أقفالها فهم لا يفهمون إن تدبروا.
(إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ) : أي رجعوا كافرين بنفاقهم.
(مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى) : أو من بعد ما تبين لهم صدق الرسول وصحة دينه بالحجج والبراهين.
(الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ) : أي زيّن لهم الشيطان نفاقهم وأملى لهم أي واعدهم بطول العمر ومنّاهم.
ذلك بأنهم قالوا الذين كرهوا ما أنزل الله : أي ذلك الإضلال بسبب قولهم للذين كرهوا ما أنزل الله وهم المشركون.
(سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ) : أي بأن نتعاون معكم على عداوة الرسول وبتثبيط المؤمنين عن الجهاد وكان ذلك سرا منهم لا جهرة فأظهره الله لرسوله.
(يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ) : أي بمقامع من حديد يضربون وجوههم وظهورهم.
(ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ) : أي التوفّي على الحالة المذكورة من الضرب على الوجوه والظهور بسبب اتباعهم ما أسخط الله من الشرك والمعاصي.
(وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ) : أي ما يرضيه تعالى من التوحيد والعمل الصالح.
(فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) : أي ابطلها فلم يحصلوا منها على ثواب حسن.
معنى الآيات :
ما زال السياق في تأديب المنافقين بعيبهم والإنكار عليهم وتهديدهم لعلهم يرجعون إذ حالهم كحال المشركين في مكة فقال تعالى (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ (١) الْقُرْآنَ) أي مالهم؟ أغفلوا فلم يتدبروا
__________________
(١) الاستفهام للتعجيب من سوء عملهم بالقرآن وإعراضهم عن سماعه و (بل) للإضراب الانتقالي أي : بل على قلوبهم أقفال ، والتدبر : التفهم مشتق من دبر الشيء أي : خلفه.