تصحيح دعواهم الباطلة عقلا وشرعا. وقوله تعالى (يَوْمَ (١) يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) (٢) أي اذكر لهم يا رسولنا مبينا واقع الأمر يوم القيامة ، ليخجلوا من تشدقهم بدعواهم الساقطة الباردة اذكر لهم يوم يعظم الهول ويشتد الكرب ، ويأتي الرب لفصل القضاء ويكشف عن ساق فيخر كل مؤمن ومؤمنة ساجدا ويحاول المنافقون والمنافقات السجود فلا يستطيعون إذ يكون ظهر أحدهم طبقا واحدا أي عظما واحدا فلا يقدر على السجود وذلك علامة شقائه المترتب على نفاقه في الدنيا. (وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ) أي امتحانا لهم ليعرف من كان يسجد إيمانا واحتسابا ممن كان يسجد نفاقا ورياء (فَلا يَسْتَطِيعُونَ) لأن ظهر أحدهم يصبح عظما واحدا (خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ) لا تطرف من شدة الخوف (تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) أي تغشاهم ذلة عظيمة وقوله (وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ) أي في الدنيا (وَهُمْ سالِمُونَ) معافون في أبدانهم ولا يسجدون تكبرا وكفرا بالله ربهم وبشرعه.
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
١ ـ تقرير أن المجرمين لا يساوون المؤمنين يوم القيامة إذ لا يستوى أصحاب النار وأصحاب الجنة فمن زعم أنه يعطى ما يعطاه المؤمنون من جنات النعيم فهو مخطئ في تصوره كاذب في قوله.
٢ ـ بيان عظم هول يوم القيامة وأن الرب تبارك وتعالى يأتي لفصل القضاء ويكشف عن ساق فلا يبقى أحد إلا سجد وأن الكافر والمنافق لا يستطيع السجود عقوبة له وفضيحة إذ كان في الدنيا يدعى إلى السجود لله فلا يسجد أي إلى الصلاة فلا يصلي تكبرا وكفرا.
(فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (٤٤) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (٤٥) أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (٤٦) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (٤٧) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ (٤٨) لَوْ لا
__________________
(١) جائز أن يكون يوم يكشف متعلق بقوله فليأتوا بشركائهم ويكون من باب حسن التخلص من الرد على المشركين إلى ذكر أهوال يوم القيامة.
(٢) لو لا ما صح عن النبي صلىاللهعليهوسلم في الصحيح : إذ يقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا. لقلنا في الآية أنها كناية عن أهوال يوم القيامة ولكن مع صحة الحديث فالآية دالة على أهوال يوم القيامة ومثبتة صفة ذات الرب تبارك وتعالى عن صفات المحدثين.