خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ (٤٣))
شرح الكلمات :
(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ) (١) : أي الذين اتقوا ربهم فآمنوا به ووحدوه فاتقوا بذلك الشرك والمعاصي.
(عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ) : أي لهم جنات النعيم يوم القيامة عند ربهم عزوجل.
(أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ) : أي أنحيف في الحكم ونجور فنجعل المسلمين والمجرمين متساوين في العطاء والفضل والجواب لا ، لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة.
(أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ) : أي تقرأون فعلمتم بواسطته ما تدعون.
(إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ) : أي فوجدتم في الكتاب الذي تقرأون أن لكم فيه ما تختارونه.
(أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ) : أي ألكم عهود منا موثقة بالأيمان لا نخرج منها ولا نتحلل إلى يوم القيامة.
(إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ) : أي أعطيناكم عهودنا الواثقة أن لكم ما تحكمون به لأنفسكم كما تشاءون.
(سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ) : أي سلهم يا رسولنا عن زعيمهم الذي يكفل لهم مضمون الحكم الذي يحكمون به لأنفسهم من أنهم يعطون في الآخرة أفضل مما يعطى المؤمنون.
(أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ) : أي أعندهم شركاء موافقون لهم في هذا الذي قالوا يكفلون لهم به ما ادعوه وحكموا به لأنفسهم وهو أنهم يعطون أفضل مما يعطى المؤمنون يوم القيامة.
(يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) : أي يوم يعظم الهول ويشتد الكرب ويكشف الرب عن ساقه الكريم التي لا يشبهها شيء عند ما يأتي لفصل القضاء.
(تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) : أي تغشاهم ذلة يالها من ذلة.
(وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ) : أي وقد كانوا يدعون في الدنيا إلى الصلاة وهم سالمون من أية علة ولا يصلون حتى لا يسجدوا تكبرا وتعظما.
__________________
(١) المتقون هم الذين اتقوا ربهم فآمنوا به وعبدوه وحده فأطاعوه وأطاعوا رسوله فلم يشركوا ولم يفسقوا.