القلب فقط غير مانع ، لصدق التعريف مع انتفاء الإيمان.
(والمقطوع به) في تحقيق معنى الإيمان أمور :
الأول : (أن الإيمان وضع) أي : موضوع (إلهي) من عقائد وأعمال (أمر) الله سبحانه (به (١) عباده) أي : أمرهم بالتلبس به اعتقادا وعملا ، (ورتب على فعله) أي : التلبس به (لازما) لا يتخلف عنه ، وذلك اللازم (وهو ما شاء) سبحانه (من خير بلا انقضاء) وهو سعادة الأبد ، (و) رتب سبحانه (على تركه) أي : ترك التلبس بذلك الموضوع (ضده) وهو ما شاء من شر (بلا انقضاء ، وهذا) الضد وهو شقاوة الأبد (لازم الكفر شرعا).
(و) الأمر الثاني : (أن التصديق بما أخبر به النبي) صلىاللهعليهوسلم (من انفراد الله تعالى بالألوهية ، وغيره) مما أخبر به كالحشر والجزاء والجنة والنار (إنما (٢) كان) ذلك التصديق (على سبيل القطع) فهو بعض (من مفهومه) أي : مفهوم الإيمان ، فقوله : «من مفهومه» خبر «إن» في عبارته.
(و) الأمر الثالث : (أنه) قد (اعتبر في ترتيب لازم الفعل) أي : التلبس بذلك الموضوع الذي أمر به العباد ، يعني الإيمان (وجود أمور ، عدمها) أي : عدم تلك الأمور (مترتّب ضده) و «مترتب» بصيغة اسم المفعول ، والمعنى : أنه يترتب الضد الذي هو شر بلا انقضاء على عدم تلك الأمور ، وتلك الأمور التي اعتبر وجودها لترتب ذلك اللازم ويترتب على عدمها ضده : (كتعظيم الله تعالى ، و) تعظيم (أنبيائه ، وكتبه ، وبيته ،) المحرم ، (وترك) عطف على «تعظيم» أي : وكترك (السجود للصنم ونحوه ،) أي : نحو السجود للصنم من الأفعال المكفرة ، (والانقياد) عطف أيضا على «تعظيم» أي : «وكالانقياد» (وهو الاستسلام إلى قبول أوامره ونواهيه) سبحانه وتعالى ، (الذي هو) أي : ذلك الاستسلام (معنى الإسلام).
(وقد اتفق أهل الحق ، وهم فريقا الأشاعرة والحنفية على) تلازم الإيمان والإسلام ، بمعنى (أنه لا إيمان) يعتبر (بلا إسلام ، وعكسه ،) أي : لا إسلام يعتبر بدون إيمان ، فلا ينفك أحدهما عن الآخر ، (فيمكن اعتبار هذه الأمور) أي :
__________________
(١) ليست في (م).
(٢) في (م) : إذا.