(الأصل الأول : العلم بوجوده) تعالى
وأولى ما يستضاء به من الأنوار ، ويسلك من طرق الاعتبار ، ما اشتمل عليه القرآن ، فليس بعد بيان الله بيان (وقد أرشد سبحانه إليه) أي : إلى وجوده تعالى (بآيات نحو) (١) :.
قوله تعالى : ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ...) (سورة البقرة : ١٦٤) (الآية).
(و) نحو (قوله) تعالى : ((أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ (٥٨) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ (٥٩)) (سورة الواقعة : ٥٨ ـ ٥٩)).
(و) قوله تعالى : ((أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ (٦٣) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (٦٤) لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً) (سورة الواقعة : ٦٣ ـ ٦٥) أي : متحطما ، وهو المتكسر ليبسه.
(و) قوله تعالى : ((أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (٦٨) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ)) أي : السحاب (أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (٦٩) لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً) (سورة الواقعة : ٦٨ ـ ٧٠) أي : شديد الملوحة ، لا يمكن ذوقه.
(و) قوله تعالى : ((أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (٧١) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ (٧٢)) (سورة الواقعة : ٧١ ـ ٧٢)).
__________________
(١) وقد انتظمت بحسب الاستقراء والتتبع في دلائل كلية ، هي : دليل العناية ، دليل الخبر الصادق ، دليل وحدة الصنع والبناء ، دليل العقل ، دليل الفطرة والوجدان ، دليل الكون.