البشرية ، وحل العقد المستعصية المزمنة التي تغلب على حياة هذه الأُمم ، وذلك لادراك اولئك المفكرين بوضوح وجلاء ـ خير من ادارك الكثيرين من رجال هذه الأُمَّة ـ حقيقة العقائد الاسلامية وعظمها ، وما يمكن أنْ يشكِّله الادراك والفهم الحقيقي لها ، لاسيما من قِبل الشعوب التي عاشت وتعيش حالة التغرُّب المقصود عن عقائد السماء العظيمة ، بعد انفصال الكثيرين منهم ورفضهم لحالة الانحراف والتردي التي تتمثَّل بالعقائد الفاسدة التي يرددها بسماجة رجال الكنيسة وقساوستها ، والتي يتأرجح اكثرها على ترانيم أفكار اليهود وأحبارهم بشكل لايخفى إلاّ على السذج والمغفَّلين.
نعم إنَّ المرء ليدرك بوضوح حالة التوجُّس الكبيرة التي يعاني منها المفكرون الغربيون ، ودعاة امتطاء ركب الحضارة الغربية ـ باعتبارها على زعمهم المريض البديل الفكري الوحيد الذي لا يسع البشرية الاستعاضة عنه ، لاسيما بعد الانهيار المتلاحق للافكار المادية التي حكمت الكثير من بلدان اوربا الشرقية ، تبعاً لتمزُّق أشلاء اُمِّهم التي ولدتهم سفاحاً ـ من قدرة الاسلام على حل كلُّ مشكلات العصر التي عجزوا هم عن مجرد تقديم تفسير مقنع لها ، بل وقدرته على أنْ يكون هو البديل الوحيد عن كلُّ الاطروحات الفاسدة التي استطاعت أنْ تجد لها موطأ قدم بعد التغييب القسري للفكر الاسلامي عن أرض الواقع ـ ولسنين طوال مرة ـ وهو ما لا يعسر على أحد ادراكه من خلال استقراء الأحداث المتلاحقة في هذه المعمورة الدالة بوضوح على ما يمكن أن يؤدي اليه الادراك الحقيقي للاسلام ـ ولا احدد هذا بغير المسلمين فحسب ـ من انهيار حتمي لكلِّ النظريات المادية الأُخرى ، والى هذه الحقيقة تشير تلك الاحداث التي أشرنا اليها ، والتي أبصرها حتى مكفوفي الأبصار ...
ثم لعلَّ تفشي حالة التوجُّه نحو العقائد الاسلامية في ذهنية العديد من