الشِّيعة الامامية من قِبل اخواننا في الدين من أتباع الفرق الاسلامية المختلفة ، وبين حالة التفسير السلبي وغير العلمي ، بل والمتغرِّب عن أرضية الواقع الحقيقية ـ التي ينبغي أنْ تكون هي المحك الأساس في تقدير مصداقية وأحقانية كلُّ طرف ـ والذي تحاول هذه الاطراف جاهدة من أجل أنْ تجعل منه الصورة التي تريد لها أنْ ترتسم في مخيلة هؤلاء المسلمين عن حقيقة التشيُّع وعقائده.
نعم ربما يعتقد هذا البعض بحسن نية ـ لا تتوافق حتماً وواقع الحال المعاش ـ أنَّ المرتكز الحقيقي الذي تبتني عليه هذه المنازعات الفكرية هو ما يمثِّل الجانب الايجابي المثمر الذي يُفترض أنْ يقود الباحثين الى التوصُّل نحو الخلاصة الايجابية المبتغاة من حلقات البحث ، والذي هو طلبة كلُّ عاقل منصف باحث عن الحقيقة في هذا الزمن العسر الشاق الذي يشهد بوضوح جلي تبلور صورة الصراع الخفي والعلني الذي تتوجه حرابه نحو العقيدة الاسلامية المباركة كاطروحة سماوية قادرة على ملء الفراغ العقائدي الذي خلَّفه الانهيار المتلاحق للكثير من الاطروحات المادية وغيرها ، من التي جهد دعاتها وأنصارها ومريدوها في تأكيد قدرتها المزعومة على السمو با البشرية وحل مشكلات العصر التي ـ على زعمهم الباهت ـ تعجز قبالتها العقائد الدينية ، ارتكازاً في تشكيل هذا المعتقد على وضوح الانحراف العقائدي للكنيسة ، وبروز حالة التبعثر والتشرذم بين عموم الفرق الاسلامية ، رغم بروز وظهور الكثير من حالات الالتقاء والتقارب.
أقول : إنَّ وضوح حالة التشتت بين الأخوة الفرقاء لم تقعد بالمفكرين الغربيين والماديين والمصطفين معهم عن التفكير الجاد في اذكاء وتأجيج هذه الحالة السلبية من خلال الترويج ـ بمكر وخبث ـ عن عدم قدرة الاسلام في الوقت الحاضر لأنْ يشكِّل منهاجاً يمكن اعتماده في بناء الحضارة