الأُوربيين ، ونبذهم للأفكار الغربية ، وتصريح البعض منهم دون مواربة اعتناقه الاسلام (١) وحث الآخرين نحو فهم سليم وواقعي للدين الاسلامي ، بدأ يشكِّل الحلقة الأكثر خطراً في حسابات الماديين والالحاديين ودعاة التغريب ، فكان ذلك حافزاً مؤكداً لهم للتسرب من خلال الخلل التي اوجدتها حالة التعصب المقيت المثارة من قبل المتسربلين بجلباب الاسلام وردائه الفضفاض ، ليُطعن الدين بمدى أهله ، ويقف اعداؤهم في خانة المتفرجين لا يخفون شماتة ولا يكتمون سروراً ، وتلك هي والله اُم الفواقر.
بلى ، فمن هذا التشخيص الدقيق ـ الذي يدركه العقلاء ـ المنبعث عن رؤية صادقّة ومستجلية للغرض السيء الذي يراد العزف على أوتاره من خلال بعثرة الصف الاسلامي الواحد ، ترانا نستثير بالمسلم ضرورة البحث الجدي والرصين المبني على قواعد علمية سليمة يستطيع من خلالها تكوين صورة صادقة عن الأمر محل البحث ـ وحديثنا هنا عن عقائد الشيعة ـ تمكنه من الحكم الصحيح لا اطلاقه جزافاً ، لأن ليس بذلك من عمل المحصلين الواعين ، وخلاف البحث الاكاديمي العلمي ، فكيف إذا اختص ذلك بطائفة كبيرة من طوائف المسلمين لها آثارها البارزة في بناء الحضارة الاسلامية ورقيها؟.
إنَّ السجال العلمي الهادف يُعد بلا شك طلبة كلُّ المسلمين الواعين المدركين بدقة أنَّ سر محنتهم وطوال قرون الانتكاسات المرة المتلاحقة ـ التي توِّجت بسقوط عاصمة الدولة الاسلامية بأيدي المغول عام (٦٥٦ هـ
__________________
(١) المراجعة البسيطة للاحصائيات الميدانية في اوربا حول عدد الاوربيين الذين اعتنقوا الدين الاسلامي تبيِّن بوضوح حدة ارتفاع الخط البياني بشكل ملفت للانظار ، وخصوصاً في السنوات الاخيرة التي تعتبر بحق سنوات الصحوة الاسلامية التي بدات تجتاح العالم ، حتى أني قرأت وقبل فترة احصائية لعدد معتنقي الاسلام في فرنسا فقط يذكر فيها أن عددهم بلغ في حدود ٢٥٠٠٠٠ فرنسي ، وكذا هو حال باقي بلدان اوربا وبشكل متفاوت ، فراجع.