إنَّ المسلمين الذي دكَّت سنابك خيولهم أقاصي المعمورة ، واذعن لسلطانهم العظيم الأكاسرة والقياصرة ، وأخذت أصوات مآذنهم تنادي بالتكبير والتوحيد في أراضي الصليب المتكسِّر ـ الذي ما انفكَّ المتاجرون به من حمله على أكتافهم ليُخفوا تحت أخشابه المتهرئة جشعهم وفسادهم وانحرافهم عن أبسط المفاهيم السماوية المقدسة ـ اولئك المسلمين كانوا بأمسِّ الحاجة من غيرهم إلى وقفة تامُّل لا بُدّ منها لادراك الخلل أو العلة الرئيسية التي أودت بكلِّ أمجادهم ومفاخرهم ، وبدأت وأمام أعينهم تتهاوى
__________________
واشار في الهامش الخامس الى كتابنا هذا : (٥) أصل الشِّيعة وأصولها / محمَّد الحسين آل كاشف الغطاء : ٢٣١.
وياليته اكتفى بموقفه المخزي هذا ، لَكُنّا تلمّسنا له عذراً ، ولكنه يصر على خداع القرّاء ، ويواصل كذبه وافتراءه دون أي حياء ، فقد أعاد كتابة عين تقوُّلاته هذه في كتابه الآخر (الشَيعة وتحريف القرآن )!! في طبعته الثانية الصادرة عن شركة الشرق الأوسط للطباعة في عمان عام (١٤٠٥ هـ ) ، وفي الصفحة ١٢ منه ، فراجع.
نعم هكذا تصرَّف هذا المؤَلِّف بهذه العبارة ليسيء الى طائفة باكبرها ويتهمها بالكفر والانحراف ، متوهماً أنْ لا أحد سيكشف كذبته هذه ، وأنَّها ستمر على القرّاء مرور الكرام ، ويقال : انظروا ماذا تقول الشِّيعة على لسان واحد من كبار علمائها ، هل هذا إلا هو الكفر المحض!!
ونص العبارة التي تصرَّف بها هذا المؤَلِّف موجودة في خاتمة كتابنا هذا ضمن حديث الشَّيخ رحمه الله تعالى عن المفتريات التي تتهمِ ظلماً بها الشِّيعة ، حيث قال : ممَّا يُشنِّع به الناس على الشَيعة ، ويزدرى به عليهم أيضاً أمران : الأوّل : قولهم بالبداء ، تخيلاً من المشنِّعين أنَّ البداء الذي تقول به الشِّيعة هو عبارة عن أنْ يظهر ويبدو لله عزَّ شأنه أمر لم يكن عالمآَ به!! وهل هذا إلا الجهل الشنيع ، والكفر الفضيع ، لاستلزامه الجهل على الله تعالى ، وأنَّه محل للحوادث والتغييرات ، فيخرج من حظيرة الوجوب الى مكانة الامكان!! وحاشا الامامية « بل وسائر فرق الاسلام من هذه المقالة التي هي عين الجهالة » بل الضلالة ... الخ.
أقول : أترك للقارئ الكريم مسألة التعليق على هذا الأمر ، والحكم بما يراه موافقاً للعقل والمنطق والصواب