فرغوا أتى به إلى هذه الدار وسلّط عليه عبدين فضرباه ، وأمر بقطع لسانه فقطع ، وأخرجه فمضى لسبيله ولم نعرف له خبراً ، فلمّا كان الليل ونمنا صرخ أبي صرخة عظيمة فاستيقظنا من شدّة صرخته فوجدناه قد مسخه الله قرداً ففزعنا منه وأدخلناه هذا البيت وربطناه ، وأظهرنا للناس موته وهو ذا نبكي عليه بكرة وعشيّاً.
فقلت له: إذا رأيت الذي قطع أبوك لسانه تعرفه؟ قال: لا والله: فقلت: أنا هو والله ، أنا الذي قطع أبوك لساني ، وقصصت عليه القصّة فأكبّ عليَّ يقبِّل رأسي ويدي ثمّ أعطاني ثوباً وديناراً وسألني كيف ردّ الله عليَّ لساني؟ فأخبرته وانصرفت.
على هامش القصة
ربما يتصوّر ذوو التعصب والعقول الفارغة أنّ باستطاعتهم أن يُمرّروا أهدافهم الخبيثة من خلال نسج الأكاذيب وحوك الافتراءات ... وإلّا فأيّ إنسان يحترم عقله