كما كان وأنا أتكلّم فقلت: الحمد لله الذي ردّ عليَّ لساني وازددتُ محبّةً في أبي بكر.
فلمّا كان العام الثاني في يوم عاشوراء اجتمعوا على عادتهم فخرجت إلى باب القبّة وقلت: أُريد في محبّة أبي بكر ديناراً ، فقام إليَّ شابٌّ عن الحاضرين وقال لي: اجلس حتّى نفرغ. فجلست فلمّا فرغوا خرج إليَّ ذلك الشابّ وأخذ بيدي ومضى بي إلى تلك الدار فأدخلني فيها ووضع بين يديَّ طعاماً.
ولمّا فرغنا قام الشابُّ وفتح عليَّ باباً على بيت في الدار وجعل يبكي فقمت لأنظر ما سبب بكائه فرأيت في البيت قرداً مربوطاً فسألته عن قضيَّته فزاد بكاءً فسكّنته حتّى سكن ، فقلت له: بالله أخبرني عن حالك فقال: إن حلفتَ لي أن لا تخبر أحداً من أهل المدينة أخبرتك ، فحلفت له.
فقال: اعلم أنّه أتانا في عام أوّل رجلٌ وطلب في محبّة أبي بكر شيئاً في قبّة العباس يوم عاشوراء فقام إليه أبي وكان من أكابر الإمامية والشيعة فقال له: اجلس حتّى نفرغ. فلمّا