قال: كنت مجاوراً
بالمدينة المشرَّفة على مشرِّفها أفضل الصّلاة والسّلام فخرجت يوم عاشوراء الذي
تجتمع فيه الإمامية في قبّة العباس وقد اجتمعوا في القبّة ، قال: فوقفت أنا على
باب القبّة وقلت: أُريد في محبّة أبي بكر شيئاً فخرج إليّ شيخٌ منهم وقال: اجلس
حتّى نفرغ ونعطيك ، فجلست حتّى فرغوا ثمّ خرج ذلك الرجل وأخذ بيدي ومضى بي إلى
داره وأدخلني الدار وأغلق ورائي الباب وسلّط عليّ عبدين فكتّفاني وأوجعاني ضرباً ،
ثمّ أمرهما بقطع لساني فقطعاه ، ثمّ أمرهما فحَلّا كتافي ، وقال: اخرج إلى الذي
طلبتَ في محبّته ليردّ إليك لسانك.
قال: فخرجت من
عنده إلى الحجرة الشريفة النبويّة وأنا أبكي من شدّة الوجع والألم فقلت في نفسي:
يا رسول الله! قد تعلم ما أصابني في محبّة أبي بكر فإن كان صاحبك حقّاً؟
فأُحبّ أن يرجع
إليّ لساني وبتُّ في الحجرة قلقاً من شدّة الألم فأخذتني سِنةٌ من النوم فنمت
فرأيت في منامي انّ لساني قد عاد إلى حاله كما كان فاستيقظت فوجدته في فيَّ صحيحاً