الإيمان بالقدر خيره وشرّه؟
قال أبو عبد الله : نعم.
قال : ولا نكفّر أحدا بذنب؟
فقال أبو عبد الله : اسكت ، من ترك الصّلاة فقد كفر ، ومن قال : القرآن مخلوق فهو كافر.
وقال الخلّال : أخبرني محمد بن سليمان الجوهريّ ، ثنا عبدوس بن مالك العطّار ، سمعت أحمد بن حنبل يقول : أصول السّنّة عندنا التّمسّك بما كان عليه الصّحابة ، وترك البدع ، وترك الخصومات ، والجلوس مع أصحاب الأهواء ، وترك المراء والجدل. وليس في السّنّة قياس ، ولا يضرب لها الأمثال ، ولا تدرك بالعقول ، والقرآن كلام الله غير مخلوق ، وإنّه من الله ليس ببائن منه. وإيّاك ومناظرة من أحدث فيه ، ومن قال باللّفظ وغيره ، ومن وقف فيه فقال : لا أدري ، مخلوق أو ليس مخلوق ، وإنّما هو كلام الله ، فهو صاحب بدعة. والإيمان بالرؤية يوم القيامة. وإنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم رأى ربّه ، فإنّه مأثور عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، رواه قتادة والحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس. ورواه عليّ بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عبّاس. والحديث عندنا على ظاهره على ما جاء عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، والكلام فيه بدعة. ولكن نؤمن على ما جاء على ظاهره. وإنّ الله يكلّم العباد يوم القيامة ، ليس بينهم وبينه ترجمان.
قال حنبل بن إسحاق : قلت لأبي عبد الله : ما معنى قوله : (وَهُوَ مَعَكُمْ) و (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ) (١)؟.
قال : علمه علمه.
وسمعته يقول : ربّنا تبارك وتعالى على العرش بلا حدّ ولا صفة.
قلت : معنى قوله بلا صفة أي بلا كيفيّة ولا وصف.
وقال أبو بكر المرّوذيّ : حدّثني محمد بن إبراهيم القيسيّ قال : قلت لأحمد بن حنبل : يحكى عن ابن المبارك أنّه قيل له : كيف نعرف ربّنا؟
__________________
(١) سورة المجادلة ، الآية ٧.