إن الله إن شاء أدخل الناس الجنة بحفنة أو بحثية واحدة ، فقال نبي الله صلىاللهعليهوسلم «صدق عمر».
حديث آخر : قال الطبراني : حدثنا أحمد بن خليد ، حدثنا أبو توبة ، حدثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول : حدثني عبد الله بن عامر أن قيسا الكندي حدثه أن أبا سعيد الأنماري حدثه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : «إن ربي وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب ، ويشفع كل ألف لسبعين ألفا ، ثم يحثي ربي ثلاث حثيات بكفيه». كذا قال قيس ، فقلت لأبي سعيد : أنت سمعت هذا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : نعم بأذني ، ووعاه قلبي ، قال أبو سعيد : فقال يعني رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «وذلك إن شاء الله عزوجل يستوعب مهاجري أمتي ويوفي الله بقيته من أعرابنا» وقد روى هذا الحديث محمد بن سهل بن عسكر عن أبي توبة الربيع بن نافع بإسناده مثله ، وزاد : قال أبو سعيد : فحسب ذلك عند رسول اللهصلىاللهعليهوسلم ، فبلغ أربعمائة ألف ألف وتسعين ألف ألف.
حديث آخر : قال أبو القاسم الطبراني : حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني ، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش ، حدثني أبي ، حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد ، عن أبي مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أما والذي نفس محمد بيده ليبعثن منكم يوم القيامة إلى الجنة مثل الليل الأسود زمرة جميعها يخبطون الأرض ، تقول الملائكة : لم جاء مع محمد أكثر مما جاء مع الأنبياء؟» وهذا إسناد حسن.
نوع آخر : ـ من الأحاديث الدالة على فضيلة هذه الأمة وشرفها وكرامتها على الله عزوجل ، وأنها خير الأمم في الدنيا والآخرة.
قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا ابن جريج ، أخبرني أبو الزبير عن جابر أنه سمع النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «إني لأرجو أن يكون من يتبعني من أمتي يوم القيامة ربع الجنة» قال :
فكبرنا ، ثم قال : «أرجو أن يكونوا ثلث الناس» قال : فكبرنا ، ثم قال : «أرجو أن تكونوا الشطر» ، وهكذا رواه عن روح عن ابن جريج به ، وهو على شرط مسلم.
وثبت في الصحيحين من حديث أبي إسحاق السبيعي عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال لنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟» فكبرنا ، ثم قال «أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟» فكبرنا ، ثم قال «إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة» (١).
طريق أخرى : عن ابن مسعود : قال الطبراني : حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور ، حدثنا عفان بن مسلم ، حدثنا عبد الواحد بن زياد ، حدثني الحارث بن حصيرة ، حدثني القاسم بن
__________________
(١) صحيح مسلم (إيمان حديث ٣٧٦). وزاد مسلم : «وسأخبركم عن ذلك. ما المسلمون من الكفار إلا كشعرة بيضاء في ثور أسود ، أو كشعرة سوداء في ثور أبيض».