قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير النسائي [ ج ٢ ]

تفسير النسائي [ ج ٢ ]

329/895
*

وأما ما يخص النار فمنها : ما روى أبو هريرة أنه قال : كنّا مع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إذ سمع وجبة فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «أتدرون ما هذا؟ / / قلنا : الله ورسوله أعلم. قال : هذا حجر رمى فى النار منذ سبعين خريفا ؛ فهو يهوى فى النار إلى حين انتهى إلى قعرها (١) ، وهذا من أدلّ الدّلائل على وجود النّار.

وأيضا قوله ـ عليه‌السلام ـ [«رأيت عمرو بن عامر (٢) الخزاعى فى النار (٣).

وأما ما يعم الجنة والنار] (٤) فقوله ـ عليه‌السلام ـ «احتجت الجنة والنار فقالت هذه يدخلنى الجبارون ، والمتكبرون ، وقالت هذه يدخلنى الضعفاء ، والمساكين. فقال الله عزوجل : لهذه : أنت عذابى أعذب بك من أشاء ، وقال لهذه : أنت رحمتى أرحم بك من أشاء ، ولكل واحدة منكما ملؤها (٥) وذلك أيضا دليل على وجود الجنّة والنّار حيث إنه أضاف المحاجة إليهما بصيغة الماضى.

وأما الإجماع : فهو أن الأمة قاطبة ، كانت مجمعة قبل ظهور المخالفين : على وجود الجنة ، والنار التى هى دار الثواب ، والعقاب ، ولم يسمع من أحد نكير ، إلى حين ظهور المخالفين ؛ فكان حجة عليهم (٦).

فإن قيل : إنما يمكن العمل / بظاهر ما ذكرتموه : أن لو أمكن ذلك عقلا ، وليس كذلك.

وبيانه : هو أن أفعال الرب ـ تعالى ـ لا تخلو عن فائدة ، وحكمة كما سبق (٧).

__________________

/ / أول ل ١٢٣ / أ.

(١) رواه مسلم ـ كتاب الجنة ـ باب فى شدة حر نار جهنم ، وبعد قعرها ٤ / ٢١٨٤ ، ٢١٨٥.

(٢) عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن عدنان جد جاهلى من أشراف الجاهلية ـ من أحفاده : خالد ، وحرملة الصحابيان (الأعلام ٥ / ٨٠).

(٣) رواه مسلم. كتاب الجنة ـ والنار ٤ / ٢١٩١.

(٤) ساقط من (أ).

(٥) رواه مسلم ـ كتاب الجنة ـ باب والنار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء ٤ / ٢١٨٦.

(٦) لمزيد من البحث والدراسة راجع رأى أهل السنة والقائلين بوجود الجنة والنار فى مقالات الإسلاميين للأشعرى ٢ / ٥٤٩ والإرشاد للجوينى ص ٣١٩ ، والفصل لابن حزم ٤ / ٧٠ ، وأصول الدين للبغدادى ص ٢٣٧ ، وشرح المواقف ـ الموقف السادس ص ١٩٧ ، ١٩٨ وشرح الطحاوية ص ٤٨٤ ـ ٤٩٩.

(٧) راجع ما سبق فى الجزء الأول ـ القاعدة الرابعة ـ الباب الأول ـ القسم الأول ـ النوع السادس ـ الأصل الأول ـ المسألة الثالثة ل ١٨٦ / ب وما بعدها.