تُجْزى ، إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى ، وَلَسَوْفَ يَرْضى).
روى الواحدي عن ابن عباس : «إن بلالا لما أسلم ذهب إلى الأصنام فسلح عليها ـ وكان عبدا لعبد الله بن جدعان ـ فشكى إليه المشركون ما فعل ، فوهبه لهم ، ومائة من الإبل ينحرونها لآلهتهم ، فأخذوه ، وجعلوا يعذبونه في الرمضاء ، وهو يقول : أحد أحد ، فمر به رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : ينجيك أحد أحد. ثم أخبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبا بكر أن بلالا يعذب في الله ، فحمل أبو بكر رطلا من ذهب ، فابتاعه به ، فقال المشركون : ما فعل أبو بكر ذلك إلّا ليد كانت لبلال عنده ، فأنزل الله تعالى : (وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى ، إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى ، وَلَسَوْفَ يَرْضى).
وأخرج البزار عن ابن الزبير قال : «نزلت هذه الآية : (وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى) إلى آخرها في أبي بكر الصديق».
سورة والضّحى
الآيات : ١ ـ ٥. قوله تعالى : (وَالضُّحى ، وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ، ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى ، وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى ، وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى).
أخرج الشيخان ، وغيرهما عن جندب قال : «اشتكى النبي صلىاللهعليهوسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين ، فأتته امرأة ، فقالت : يا محمد ، ما أرى شيطانك الّا قد تركك. فأنزل الله تعالى : (وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ، ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى)».
وأخرج سعيد بن منصور ، والفريابي عن جندب قال : «أبطأ جبريل على النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال المشركون : قد ودّع محمد ، فنزلت».
وأخرج الحاكم عن زيد بن أرقم قال : «مكث رسول الله صلىاللهعليهوسلم أياما لا ينزل عليه جبريل ، فقالت ام جميل ـ امرأة أبي لهب ـ ما أرى صاحبك الّا قد ودعك ، وقلاك ، فأنزل الله تعالى : (وَالضُّحى).
وروى الواحدي عن جندب قال : «قالت امرأة من قريش للنبي