لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ).
أخرج النسائي ، والحاكم عن ابن عباس قال : «جاء أبو سفيان إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : يا محمد ، أنشدك الله ، والرحم أكلنا العلهز (يعني الوبر ، والدم) فأنزل الله تعالى : (وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ).
وأخرج البيهقي في (الدلائل) بلفظ : «أن ابن أياز الحنفي لما أتي به النبي صلىاللهعليهوسلم ، وهو أسير خلّى سبيله ، وأسلم ، فلحق بمكة ثم رجع ، فحال بين مكة وبين الميرة من اليمامة حتى اكلت قريش العلهز ، فجاء أبو سفيان إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين؟! قال : بلى. قال : فقد قتلت الآباء بالسيف ، والأبناء بالجوع ، فنزلت».
الآية : ١٠١. قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ)
عن ابن عباس قال : «آية لا يسألني الناس عنها ، لا أدري أعرفوها فلم يسألوا عنها!! أو جهلوها ، فلا يسألون عنها!! قال : وما هي؟ قال : لما نزلت : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ) شق على قريش ، فقالوا : أيشتم آلهتنا!! فجاء ابن الزبعرى فقال : مالكم؟ قالوا يشتم آلهتنا. قال : فما قال؟ قالوا : قال : إنكم ، وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون. قال : ادعوه لي؟ فلما دعى النبي صلىاللهعليهوسلم. قال : يا محمد ، هذه شيء لآلهتنا خاصة ، او لكل من عبد من دون الله؟ قال : بل لكل من عبد من دون الله. فقال : ابن الزبعرى : خصمت ورب هذه البنية (يعني الكعبة) ، ألست تزعم أن الملائكة عباد صالحون ، وان عيسى عبد صالح ، وهذه بنو مليح يعبدون الملائكة ، وهذه النصارى يعبدون عيسى (عليهالسلام) ، وهذه اليهود يعبدون عزيرا. قال : فصاح أهل مكّة ، فأنزل الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) الملائكة ، عيسى ، وعزيرا (عليهمالسلام) (أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ).