الآيتان : ٤٩ ـ ٥٠.
قوله تعالى : (نَبِّئْ عِبادِي
أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ، وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ)
روى ابن المبارك
بإسناده عن رجل من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «طلع علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الباب الذي دخل منه بنو شيبة ، ونحن نضحك ، فقال : لا
أراكم تضحكون ، ثم أدبر حتى إذا كان عند الحجر رجع إلينا القهقري ، فقال : إنّي
لما خرجت جاء جبريل (عليهالسلام) ، فقال : يا محمد ، يقول الله عزوجل : لم تقنط عبادي؟ : (نَبِّئْ عِبادِي
أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
الآية : ٨٧. قوله
تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ
سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ)
روى الواحدي عن
الحسين بن الفضل قال : إن سبع قوافل وافت من بصرى ، وأذرعات ليهود قريظة ، والنضير
في يوم واحد ، فيها أنواع من البز ، وأوعية الطيب ، والجواهر ، وأمتعة البحر ،
فقال المسلمون : لو كانت هذه الأموال لنا لتقوّينا بها ، فأنفقناها في سبيل الله ،
فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وقال : لقد أعطيتكم سبع آيات هي خير لكم من هذه
السبع القوافل ، ويدل على صحة هذا قوله على إثرها : (لا تَمُدَّنَّ
عَيْنَيْكَ) الآية.
الآية : ٩٥. قوله
تعالى : (إِنَّا كَفَيْناكَ
الْمُسْتَهْزِئِينَ)
أخرج البزاز ،
والطبراني عن أنس بن مالك قال : مر النبي صلىاللهعليهوسلم على أناس بمكة ، فجعلوا يغمزون في قفاه ، ويقولون : هذا
الذي يزعم أنه نبي ، ومعه جبريل ، فغمز جبريل بإصبعه فوق مثل الظفر في أجسادهم ،
فصارت قروحا حتى نتنوا ، فلم يستطع أحد أن يدنو منهم ، فأنزل الله : (إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ)