سورة الرّعد
الآيات : ١٠ ـ ١٤. قوله تعالى : (سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ) إلى قوله : (وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ)
قال ابن عباس في رواية أبي صالح ، وابن جريج ، وابن زيد : «نزلت هذه الآيات في عامر بن الطفيل ، وأربد بن ربيعة ، وذلك أنهما أقبلا يريدان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله ، هذا عامر بن الطفيل قد أقبل نحوك ، فقال : دعه ، فإن يرد الله به خيرا ، يهده ، فأقبل حتّى قام عليه ، فقال : يا محمد ، ما لي إن اسلمت؟ قال : لك ما للمسلمين ، وعليك ما عليهم. قال : تجعل لي الأمر بعدك؟ قال : لا ليس ذلك إليّ ، إنما ذلك إلى الله يجعله حيث يشاء. قال : فتجعلني على الوبر ، وأنت على المدر؟ قال : لا. قال : فما ذا تجعل لي؟ قال : أجعل لك أعنّة الخيل تغزو عليها. قال : أوليس ذلك إليّ اليوم؟ وكان أوصى أربد بن ربيعة : إذا رأيتني أكلمه ، فدر من خلفه واضربه بالسيف ، فجعل يخاصم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ويراجعه ، فدار أربد خلف النبي صلىاللهعليهوسلم ، ليضربه ، فاخترط من سيفه شبرا ، ثم حبسه الله تعالى ، فلم يقدر على سله ، وجعل عامر يومئ إليه ، فالتفت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فرأى أربد وما يصنع بسيفه ، فقال : اللهم اكفنيها بما شئت. فأرسل الله تعالى صاعقة في يوم صائف صاح ، فاحرقته ، وولّى عامر هاربا ، وقال : يا محمد ، دعوت ربك ، فقتل أربد ، والله لأملأنها عليك خيلا جردا ، وفتيانا مردا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : يمنعك الله تعالى من ذلك ، وابنا قيله ـ يريد الأوس ، والخزرج ـ فنزل عامر بيت امرأة سلولية ، فلمّا أصبح ضم إليه سلاحه ، فخرج ، وهو يقول : والله ، لئن أصحر إليّ محمد وصاحبه ـ يعني ملك الموت ـ لأنفذنهما برمحي ، فلمّا رأى الله تعالى ذلك