التي أخذها مني من فدائي ، فأبى علي ، وقال : أما شيء خرجت به تستعين به علينا فلا ، وكفلني فداء ابن أخي عقيل بن أبي طالب عشرين أوقية من فضة ، فقلت له : تركتني ، والله ، أسأل قريشا بكفي ، والناس ما بقيت. قال : فأين الذهب الذي دفعته إلى أم الفضل يوم مخرجك الى بدر ، وقلت لها : إن حدث بي حدث في وجهي هذا فهو لك ، ولعبد الله ، والفضل ، وقثم. قال : قلت : وما يدريك؟! قال : أخبرني الله بذلك. قال : أشهد أنّك لصادق ، وإني قد دفعت لها ذهبا ، ولم يطلع عليها أحد الا الله ، فأنا أشهد أنّ لا إله إلّا الله ، وأنك رسول الله. قال العباس : فأعطاني الله خيرا مما أخذ مني ، كما قال : عشرين عبدا كلهم يضرب بمال كبير مكان العشرين أوقية ، وأنا أرجو المغفرة من ربي».
الآية : ٧٥. قوله تعالى : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ)
أخرج ابن جرير عن ابن الزبير قال : كان الرجل يعاقد الرجل : ترثني ، وأورثك. فنزلت : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ)
وأخرج ابن سعد من طريق هشام بن عروة عن أبيه قال : «آخى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين الزبير بن العوام ، وبين كعب بن مالك. قال الزبير : فلقد رأيت كعبا أصابته الجراحة بأحد ، فقلت : لو مات ، فانقلع عن الدنيا ، وأهلها لورثته ، فنزلت هذه الآية : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) فصارت المواريث بعد للأرحام ، والقرابات ، وانقطعت تلك المواريث بالمؤاخاة».