وروى الواحدي عن محمد بن الحنفية ، والسدي ، والضحاك : «نزلت في كفار مكة كانوا ينهون الناس عن اتباع محمد صلىاللهعليهوسلم ، ويتباعدون بأنفسهم عنه ، وهو قول ابن عباس».
الآية : ٣٣. قوله تعالى : (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ).
روى الترمذي ، والحاكم عن عليّ : «أن أبا جهل قال للنبي صلىاللهعليهوسلم : إنّا لا نكذبك ، ولكن نكذّب بما جئت به ، فأنزل الله : (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ).
الآيتان : ٥٢ ـ ٥٣. قوله تعالى : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ، وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهؤُلاءِ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ).
روى ابن حبّان ، والحاكم عن سعد بن أبي وقّاص قال : لقد نزلت هذه الآية في ستة : أنا ، وعبد الله بن مسعود ، وأربعة ، قالوا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : أطردهم ، فإنا نستحيي أن نكون تبعا لك كهؤلاء ، فوقع في نفس النبي صلىاللهعليهوسلم ما شاء الله ، فأنزل الله : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) إلى قوله : (أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ)
وروى الواحدي عن خباب بن الأرت قال : فينا نزلت ، كنا ضعفاء عند النبي صلىاللهعليهوسلم بالغداة ، والعشيّ فعلّمنا القرآن ، والخير ، وكان يخوفنا بالجنّة ، والنّار ، وما ينفعنا ، والموت ، والبعث ، فجاء الأقرع بن حابس التميمي ، وعيينة بن حصن الفزاري ، فقالا : إنّا من أشراف قومنا ، وإنّا نكره أن يرونا معهم ، فاطردهم إذا جالسناك. قال : نعم. قالوا : لا نرضى حتى نكتب بيننا كتابا ، فأتى بأديم ، ودواة ، فنزلت