أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب ، وأبي بكر بن عبد الرحمن ، وعروة ابن الزبير قالوا : «بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم عمرو بن أمية الضمري ، وكتب معه كتابا الى النجاشي ، فقدم على النجاشي فقرأ كتاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم دعا جعفر بن أبي طالب ، والمهاجرين معه ، وأرسل الى الرهبان ، والقسيسين ، ثم أمر جعفر بن أبي طالب ، فقرأ عليهم سورة مريم ، فآمنوا بالقرآن ، وفاضت أعينهم من الدمع ، فهم الذين أنزل الله فيهم : (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً) الى قوله : (فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ).
وروى ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : «بعث النجاشي ثلاثين رجلا من خيار أصحابه الى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقرأ عليهم سورة «يس» فبكوا ، فنزلت فيهم الآية».
وروى الواحدي : «قدم جعفر بن أبي طالب من الحبشة هو وأصحابه ، ومعهم سبعون رجلا بعثهم النجاشي وفدا الى رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليهم ثياب الصوف : اثنان وستون من الحبشة ، وثمانية من أهل الشام وهم : بحيرا الراهب ، إبراهيم ، وإدريس أشرف ، وتمام ، وقثم ، وذر ، وأيمن ، فقرأ عليهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم سورة «يس» الى آخرها ، فبكوا حين سمعوا القرآن ، وآمنوا ، وقالوا : ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى ، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآيات».
الآية : ٨٧ ـ ٨٨. قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ، وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ).
روى الواحدي عن عكرمة عن ابن عباس : «أن رجلا أتى النبي صلىاللهعليهوسلم ، وقال : «إني إذا أكلت هذا اللحم ، انتشرت الى النساء ، وإني حرّمت علي اللحم فنزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ)