اللهم العن فلانا ، اللهم العن الحارث بن هشام ، اللهم ألعن سهيل بن عمرو ، اللهم ألعن صفوان بن أميّة ، فنزلت هذه الآية : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) الى آخرها فتيب عليهم كلهم.
الآية : ١٣٥. قوله تعالى : (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ).
أخرج الواحدي من رواية عطاء عن ابن عباس قال : «نزلت الآية فى نبهان التمّار ، أتته امرأة حسناء باع منها تمرا ، فضمها الى نفسه ، وقبلها ثم ندم على ذلك ، فأتى النبي صلىاللهعليهوسلم ، وذكر له ذلك ، فنزلت هذه الآية.
وأخرج الواحدي في رواية الكلبي : «إن رجلين : أنصاريا ، وثقفيا آخى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بينهما ، فكانا لا يفترقان ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى بعض مغازيه ، وخرج معه الثقفي ، وخلف الأنصاري في أهله ، وحاجته ، وكان يتعاهد أهل الثقفي ، فأقبل ذات يوم فأبصر امرأة صاحبه قد اغتسلت ، وهي ناشرة شعرها ، فوقعت في نفسه ، فدخل ، ولم يستأذن حتى انتهى إليها ، فذهب ليقبلها فوضعت كفيها على وجهها ، فقبّل ظاهر كفها ثم ندم ، واستحيا ، فأدبر راجعا ، فقالت : سبحان الله ، خنت أمانتك ، وعصيت ربك ، ولم تصب حاجتك ، قال : فندم على صنيعه ، فخرج يسيح في الجبال ، ويتوب الى الله تعالى من ذنبه حتى وافى الثقفي ، فأخبرته أهله بفعله ، فخرج يطلبه حتى دلّ عليه ، فوافقه ساجدا ، وهو يقول : رب ذنبي قد خنت أخي. فقال : يا فلان ، قم فانطلق الى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فسله عن ذنبك لعل الله أن يجعل لك فرجا ، وتوبة ، فأقبل معه راجعا الى المدينة ، وكان ذات يوم عند صلاة العصر نزل جبريل (عليهالسلام) بتوبته ، فتلا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً) الى قوله (وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ)