المدينة : كعب بن الأشرف ، ومالك بن الصيف ، وأبي ياسر بن أخطب ، وفي نصارى أهل نجران ، وذلك أنهم خاصموا المسلمين في الدين ، كل فرقة تزعم أنها أحق بدين الله تعالى من غيرها ، فقالت اليهود : نبينا موسى أفضل الأنبياء ، وكتابنا التوراة أفضل الكتب ، وديننا أفضل الأديان ، وكفرت بعيسى ، والانجيل ، ومحمد ، والقرآن. وقالت النصارى : نبينا عيسى أفضل الأنبياء ، وكتابنا الانجيل أفضل الكتب ، وديننا أفضل الأديان ، وكفرت بمحمد ، والقرآن. وقال كل واحد من الفريقين للمؤمنين : كونوا على ديننا ، فلا دين إلّا ذلك ، ودعوهم الى دينهم».
الآية ١٣٨ : قوله تعالى :
(صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ)
أخرج الواحدي عن ابن عباس قال : «ان النصارى كان إذا ولد لأحدهم ولد ، فأتى عليه سبعة أيام صبغوه في ماء لهم يقال له المعمودي ، ليطهّروه بذلك ، ويقولون هذا طهور مكان الختان ، فإذا فعلوا ذلك صار نصرانيا حقا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية».
الآيات : ١٤٢ ـ ١٥٠. قوله تعالى : (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)
روى البخارى عن عبد الله بن رجاء قال : «حدثنا اسرائيل بن أبي إسحاق عن البراء قال : لما قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم فصلّى نحو بيت المقدس ستة عشرا شهرا ، أو سبعة عشر شهرا ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يحب أن يتوجه نحو الكعبة ، فأنزل الله تعالى : (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ) إلى آخر الآية ، فقال السفهاء من الناس ، وهم اليهود : ما ولّاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ، فقال الله تعالى : (قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ)