واخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم من طريق علي بن طلحة عن ابن عباس : «ان رسول الله صلىاللهعليهوسلم لمّا هاجر الى المدينة أمره الله أن يستقبل بين المقدس ، ففرحت اليهود ، فاستقبلها بضعة عشر شهرا ، وكان يحب قبلة إبراهيم ، وكان يدعو الله ، وينظر الى السماء ، فأنزل الله تعالى : (فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) فارتاب فى ذلك اليهود ، وقالوا : ما ولّاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فأنزل الله : (قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ) وقال : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ).
الآية ١١٩ : قوله تعالى :
(إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ)
أخرج الواحدي عن ابن عباس قال : «إن الرسول صلىاللهعليهوسلم قال ذات يوم : ليت شعري ما فعل أبواي؟؟ فنزلت هذه الآية».
وأخرج السيوطي : «قال عبد الرزاق : أنبأنا الثوري عن موسى بن عبيده عن محمد بن كعب القرظي قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ليت شعري ما فعل أبواي؟؟ فنزلت : إنّا أرسلناك بالحقّ بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم» فما ذكرهما حتى توفاه الله».
الآية ١٢٠ : قوله تعالى :
(وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)
أخرج الثعلبي عن ابن عباس قال : «إن يهود المدينة ، ونصارى نجران كانوا يرجون أن يصلي النبي صلىاللهعليهوسلم الى قبلتهم ، فلما صرف الله القبلة الى الكعبة شق ذلك عليهم ، وأحبوا أن يوافقهم على دينهم ، فأنزل الله : (وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى) الآية.