قلت : وقد وقع لنا الحديث بعلوّ من طريقه في الثاني من فوائد العيسويّ ، ورواه إسرائيل ـ وهو من أثبت الناس في أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق عن الشعبيّ ـ أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم كتب إلى رعية السّحيمي ... فذكره مطولا.
وشاهده رواية حماد بن سلمة عن حجاج بن أرطاة عن أبي إسحاق ، إلا أنه قال : عن رعية الجهنيّ ، ولم يذكر الشعبي ، وسيأتي على الصّواب في حرف الراء إن شاء الله تعالى.
[الجيم بعدها اللام]
١١٧٩ ـ جلاس بن سويد (١) بن الصامت الأنصاري. كان من المنافقين ثم تاب وحسنت توبته.
قال يحيى بن سعيد الأمويّ في مغازيه : حدثنا محمد بن إسحاق ، عن الزّهريّ ، عن عبد الرّحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن أبيه عن جدّه ، قال : لما قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم أتاني قومي فقالوا : إنك امرؤ شاعر ، فإن شئت أن تعتذر إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ببعض العذر ، فذكر حديث توبة كعب بن مالك بطوله إلى أن قال : وكان ممن تخلّف من المنافقين ونزل فيه القرآن منهم الجلاس بن سويد بن الصامت ، وكان على أم عمير بن سعد ، وكان عمير في حجره فسمعه يقول : لئن كان محمدا صادقا لنحن شرّ من الحمير ، فذكر القصة التي دارت بينهما ونزول قوله تعالى : (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا) ... إلى قوله (فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ ...) [التوبة : ٧٤] الآية ، فزعموا أن الجلاس تاب وحسنت توبته.
قلت : قصة الجلاس أدرجها الأموي في قصة توبة كعب ، وانتهى حديث كعب قبلها ، واقتصر ابن هشام على قصّة كعب ، ولم يذكر قصة الجلاس.
وقد ذكرها الواقديّ عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه مطولة ، وفي آخرها : فتاب الجلاس ، وحسنت توبته ، ولم ينزع عن خير كان يصنعه إلى عمير ، فكان ذلك مما عرفت به توبته.
وحكى العذريّ أن الجلاس هو الّذي قتل المجذّر بأبيه سويد بن الصامت.
قال : والصّحيح أن الّذي قتل المجذر هو الحارث بن سويد كما سيأتي.
١١٨٠ ز ـ جلاس بن صليت (٢) اليربوعي (٣) ـ روى ابن السّكن وابن شاهين من طريق
__________________
(١) أسد الغابة ت [٧٦٩] ، الاستيعاب ت [٣٥٤].
(٢) في أالصامت.
(٣) أسد الغابة ت [٧٧٠].