رجل سوء ، وأنت رجل صالح ، قال : إنّ هؤلاء زعموا أنّ أباهم توفّي وترك مالا عندك ، قال : صدقوا ، وأحضره بختم أبيهم ، ثم قال : إنّ أباهم مات منذ كذا وكذا ، وكنت أنفق عليهم من مالي ، وهذا مالهم ، قال : ما أحد أحقّ أن يكون عنده منك ، فامتنع (١).
وقال زيد بن أسلم : قال أنس رضياللهعنه : ما صلّيت وراء إمام بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم أشبه صلاة برسول الله من هذا الفتى ، يعني عمر بن عبد العزيز ، وكان عمر أميرا على المدينة ، قال زيد بن أسلم : فكان يتمّ الركوع والسّجود ، ويخفّف القيام والقعود. رواه العطّاف بن خالد ، عن زيد بن أسلم (٢).
قال عمر بن قيس الملائي : سئل محمد بن عليّ بن الحسين ، عن عمر ابن عبد العزيز ، فقال : هو نجيب بني أميّة ، وإنّه يبعث يوم القيامة أمّة وحده (٣). قال سفيان الثّوري ، عن عمرو بن ميمون بن مهران ، عن أبيه قال : كانت العلماء مع عمر بن عبد العزيز تلامذة (٤). أبو مصعب ، عن مالك : بلغني أنّ عمر بن عبد العزيز حين خرج من المدينة ، التفت إليها وبكى ، ثم قال : يا مزاحم أتخشى أن نكون ممّن نفته المدينة؟
معمر ، عن الزّهري قال : سمرت مع عمر بن عبد العزيز ليلة فقال : كلّ ما حدّثت الليلة قد سمعته ، ولكنّك حفظت ونسيت. قال عبد العزيز بن
__________________
(١) راجع الخبر في : معجم ما استعجم ١ / ١٩٠ ـ ١٩١ ، معجم البلدان ١ / ٢٥٠ ، الروض المعطار ٣٠ ـ ٣١.
(٢) أخرجه النسائي ٢ / ١٦٦ في الافتتاح ، باب تخفيف القيام والقراءة من طريق قتيبة ، عن العطّاف بن خالد ، عن زيد بن أسلم ، قال : دخلنا على أنس بن مالك ، فقال : صلّيتم؟ قلنا : نعم ، قال : يا جارية هلمّي إليّ وضوءا ، ما صلّيت وراء إمام أشبه صلاته برسول الله صلىاللهعليهوسلم من إمامكم هذا ، قال زيد : وكان عمر بن عبد العزيز يتم الركوع والسجود ، ويخفف القيام والقعود. إسناده حسن.
(٣) انظر : حلية الأولياء ٥ / ٢٥٤.
(٤) المعرفة والتاريخ ١ / ٦٠٧ ، سيرة عمر لابن الجوزي ٢٧.