كلها. (عُرْفاً) منصوب على الحال إذا كان معناه متتابعة وإذا كان معناه والملائكة المرسلات بالعرف أي بأمر الله جلّ وعزّ وطاعته وكتبه ، فالتقدير بالعرف فحذف الباء فتعدّى الفعل ، كما أنشد سيبويه :] البسيط]
٥١٦ ـ أمرتك الخير فافعل ما أمرت به |
|
فقد تركتك ذا مال وذا نشب (١) |
(عَصْفاً) و (نَشْراً) و (فَرْقاً) مصادر تفيد التوكيد (فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً) مفعول به.
(عُذْراً أَوْ نُذْراً) (٦)
قراءة أبي عمرو والأعمش وحمزة والكسائي ، وقرأ أهل الحرمين وابن عامر وعاصم (عُذْراً) بإسكان الذال «أو نذرا» بضم الذال ، ويروى عن زيد بن ثابت والحسن «عذرا أو نذرا» (٢) بضم الذالين فإسكانهما جميعا على أنهما مصدران كما تقول : شكرته شكرا ، ويجوز أن يكون الأصل فيهما الضمّ فحذفت الضمة استثقالا لها ، وضمهما جميعا على أنهما جمع عذير ونذير ، ويجوز أن يكونا مصدرين مثل شغلته شغلا. وعذير بمعنى اعذار كما قال :] الوافر]
٥١٧ ـ أريد حباءه ويريد قتلي |
|
عذيرك من خليلك من مراد (٣) |
أي إعذارك وكما قال :] الهزج]
٥١٨ ـ نذير الحيّ من عدوان |
|
كانوا حيّة الأرض (٤) |
قال أبو جعفر : هكذا ينشد هذان البيتان بالنصب ، وأنشد سيبويه :] الطويل]
٥١٩ ـ عذيرك من مولى إذا نمت لم ينم |
|
يقول الخنا أو تعتريك زنابره (٥) |
أي عذيرك من هذا.
__________________
(١) انظر معاني الفراء ٣ / ٢٢٢ ، والبحر المحيط ٨ / ٣٩٦ ، وتيسير الداني ١٧٧.
(٢) الشاهد لعمرو بن معدي كرب في ديوانه ١٠٧ ، والكتاب ١ / ٣٣٢ ، والأغاني ١٠ / ٢٦ ، وحماسة البحتري ٧٤ ، والحماسة الشجرية ١ / ٤٠ ، وخزانة الأدب ٦ / ٣٦١ ، والدرر ٣ / ٨ ، وسمط اللآلي ٦٣ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٢٩٥ ، وعجزه لعلي بن أبي طالب في لسان العرب (عذر) ، وبلا نسبة في شرح المفصّل ٢ / ٢٦ ، وهمع الهوامع ١ / ١٦٩.
(٣) الشاهد لذي الإصبع العدواني في ديوانه ٤٦ ، والاشتقاق ٢٦٩ ، والأغاني ٣ / ٨٥ ، وأمالي الزجاجي ١ / ٢٢١ ، والحيوان ٤ / ٢٣٣ ، وخزانة الأدب ٥ / ٢٨٦ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٢٩٨ ، والشعر والشعراء ٢ / ٧١٢ ، ولسان العرب (عذر) و (جيا) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٦٤ ، وبلا نسبة في الكتاب ١ / ٣٠٣ ، ولسان العرب (عدا) ، وأمالي المرتضى ١ / ٢٥٠.
(٤) الشاهد بلا نسبة في الكتاب ١ / ٣٧٤ ، وشرح الشواهد للشنتمري ١ / ١٥٨.
(٥) انظر الكتاب ٣ / ١١٩.