وكان قويّ النفس ، كثير البرّ ، عظيم الخشوع ، كثير الصلاة والصوم ، يلبس الخشـن مـن الثياب ، وكان مُديماً للمطالعة والتعليم ، ومن أحفظ الناس ، قيل : إنّه أحرص الناس على التعليم ، يدور على المكاتب وحوانيت الحاكة ، فيتلمّح الصـبي الفطن ، فيستأجره من أبويه ـ قال الذهبي : يعني : فيضلّه! ـ قال : وبذلك كثر تلامذته.
وقيل : ربّما زاره عضد الدولة ، ويقول له : اشفع تُشفّع. وكان ربعة نحيفاً أسمر ، عاش ستّاً وسـبعين سنة ، وله أكثر من مائتي تأليف ... إلى أن قال : مات سنة ثلاثة عشرة وأربعـمائة ، وشـيّعه ثمانون ألفاً (١).
وقال ابن حجـر شيئاً في لسانـه حول المفـيد ، دون أن يذكـره عن ابن أبي طيّ ، مع الظنّ الغالب بأنّه أخذه عنه : وقال الشريف أبو يعلى الجعفري ، وكان تزوّج بنت المفيد : ما كان المفيد ينام من الليل إلاّ هجـعة ، ثمّ يقوم يصلّي ، أو يطالع ، أو يدرس ، أو يتلو (٢).
٧٥ ـ محمود بن علي بن الحسـن.
الشيخ سديد الدين أبو الثناء الرازي ، المتكلّم ، المعروف بالحمّصـي.
قال الذهبي : شيخ شيعيٌ ، فاضلٌ ، بارع في الأصولَيْن والنظر ، له عدّة مصنّفات ، عمّر نحواً من مائة سنة. وقرأ عليه الفخر بن الخطيب.
وورد العراق في هذه الحدود ، وأخذوا عنه ، وتعصّـب له ورّام بن أبي فراس ، وحصّل له ألف دينار ، ودخل الحلّة وقرّر لهم نفي المعدوم.
____________
(١) سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٤٤ رقم ٢١٣.
(٢) لسان الميزان ٦ / ٥٠٦ رقم ٨٠٥٢.