قال ابن أبي طيّ : وتوفّي ... وتسعين وخمسمائة ، ودفن في التربة المستجدّة بمشهد الحسين. يعني بحلب (١).
٦٢ ـ رَيْحان الحَبَشي ، أبو محمّـد السبيعي الإمامي المصري.
قال الذهبي : أبو محمّـد ، الزاهد ، الشيعي.
كان بالديار المصرية بعد الخمسين (٢) ، وكان من فقهاء الإمامية الكبار ..
قال ابن أبي طيّ في تاريخه : كان مقيماً بالقاهرة ، وكان مولى الأمير سديد الدولة ظفر المصري.
تفقّه على الشيخ الفقيه علي بن عبـد الله بن عبـد العزيز بن كامل ، الفقيه المصري ، وعليه تخرّج ، وقرأ عليه في سنة أربع وثلاثين وخمسـمائة كتاباً ، روى عن رَيْحان سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمّي.
[قال ابن أبي طيّ] وحكى لي أبي مذاكرة : كان الفقيه ريحان من أضبط الناس ، وكان يكرّر علَيّ النهاية والمقنعة والذخيرة ، فقال : ما حفظتُ شيئاً فنسـيته.
وحدّثني أبي ، عن القاضي الأسعد المصري ، قال : كان الفقيه ريحان يصوم جميع الأيّام المسنونة إلى صومها ، وكان لا يأكل إلاّ من طعام يعلم أصله ، وكان إذا قدمت الغلال التقط من الطرقات حبّات من الشعير والقمح فيتقوّت به ، وكان يزجر نفسه إذا احتاج ، وكان لا يصلّي النوافل مقابل أحد ويقـول : الرياء! وكان إذا علِـم أحـداً يحبّ العلـم قصده في بيته وعلّمه ، ولا يأكل له شيئاً ..
____________
(١) بغية الطلب في تاريخ حلب ٧ / ٣٣٧٧.
(٢) أي بعد سنة ٥٦٠ الهجرية.