٦١ ـ خليل بن خمرتكين الحلبي.
قال ابن العديم : كان فقيهاً من فقهاء الشيعة ، رحل إلى خراسان وقرأ على القطب الراوندي ، وصنّف كتاباً في الأُصول ، وروى عن عبـد العزيز بن سهل الخوارزمي ، وأبي الفوارس سعد بن محمّـد ابن الصيفي المعروف بالحيص بيص ، روى عنه يحيى بن أبي طيّ النجّار.
وقرأت بخطّ يحيى المذكور في تعليق له : خليل بن خمرتكين من أهل حلب ، وهو فقيه من فقهاء الإمامية ، رحل إلى خراسان ، ودخل إلى الري وتفقّه وأجاد في علم الأُصول ، وعاد إلى حلب ، وكان مقدّماً عند الملوك ، ورحل إلى مصر ، إلى طلائع بن رزيك وزير مصر ، فأعطاه ألف دينار فعاش بها إلى أن مات ..
ولقي القطب الراونـدي وروى عنه جميع مؤلّفاته ورواياته ، وروى عن الملك الصالح طلائع بن رزيك كتابه الذي ألّفه ، ولم يخرج عنه شيء من التصنيف غير مقدّمة في الأُصول.
ولقيْتُهُ وقرأت عليه وأذِن لي في الرواية عنه ، وكان يروي ديوان الطغرائي ، عن عبـد العزيز بن سهل الخوارزمي ، عن الطغرائي ، وروى شعر الحيص بيص سماعاً منه ، وروى الكتاب الذي ألّفه الوزير ابن هبيرة عنه.
وأنشدني بها ـ يعني : بحلب ـ أبياتاً فسألته : أهي لك؟! فسكت! فلمّا مات وجدتها بخطّه وقد عزاها إلى نفسه ، وهي :
ما أحبّ النبيّ من مالَ عن حـبّ |
|
علـيّ أخيـه خـيـر الأنامِ |
كيف لا والنبـيّ قـال : حبّـي |
|
حبّ صـنوي المهـذّب القمـقامِ |
وقبـيح تهوى من الناس شخصاً |
|
ثمّ ترمـي محبـوبـه بانصـرامِ |