أبيه ، عن أبي لبيد وكان شتاماً ، قلت : زاد العقيلي ، قال وهب : قلت لأبي : من كان يشتم؟ قال : كان يشتم علي بن أبي طالب ، وأخرجه الطبري من طريق عبد الله بن المبارك ، عن جرير بن حازم ، حدّثني الزبير بن خريت ، عن أبي لبيد ، قال : قلت له : لمَ تسبّ عليّاً؟ قال : ألا أسبّ رجلاً قتل منّا خمسمائة وألفين والشمس هاهنا ..
ـ ثمّ قال ابن حجر ـ وقد كنت استشكل توثيقهم الناصبي غالباً ، وتوهينهم الشيعة مطلقاً ، لا سيّما أنّ عليّاً ورد في حقّه : (لا يحبّه إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق).
ثمّ ظهر لي في الجواب عن ذلك أنّ البغض هاهنا مقيّد بسبب وهو كونه نصر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ؛ لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حقّ المبغض ، والحبّ بعكسه ؛ وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالباً ، والخبر في حبّ علي وبغضه ليس على العموم ، فقد أحبّه من أفرط فيه حتّى ادعى أنّه نبيّ ، أو أنّه إله تعالى الله عن إفكهم ، والذي ورد في حقّ علي من ذلك قد ورد مثله في حقّ الأنصار ، وأجاب عنه العلماء أن بغضهم لأجل النصر كان ذلك علامة نفاقه وبالعكس ، فكذا يقال في حقّ علي ، وأيضاً فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهوراً بصدق اللهجة والتمسّك بأمور الديانة بخلاف من يوصف بالرفض فإنّ غالبهم كاذب ، ولا يتورّع في الأخبار ، والأصل فيه أنّ الناصبة أعتقدوا أنّ عليّاً رضي الله عنه قتل عثمان ، أو كان أعان عليه فكان بغضهم له ديانة بزعمهم ، ثمّ انضاف إلى ذلك أنّ منهم من قُتلت أقاربه في حروب علي» (١). انتهى كلامه.
____________
(١) تهذيب التهذيب ٨ / ٤١٠ ـ ٤١١ رقم ٨٣١.