وقد وثّقه الذهبي أيضاً (١).
أقول :
وكيف لا يركنون إلى أمثال هؤلاء الرواة المبغضين للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وعترته ، ـ كمروان بن الحكم ونظائره في صحاحهم ـ؟! وكيف لا يأمنونهم على دينهم والسُنّة عندهم هي على قطيعة العترة وجفائهم وهجرهم والعداوة لهم؟! وهي تؤدي إلى قطيعة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والعداوة له ، كما أنّ مودّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم تؤدي إلى مودّة عترته ، فالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وعترته متلازمان في المودّة ، وبغض أحدهما يؤدي إلى بغض الآخر وهذا هو مفاد آية المودّة ، إذْ مقتضى كون مودّة القربى أجر الرسالة هو : أن تقدير نبوّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ورسالة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتقديسه ، بأداء أجرها وقيمتها وهو مودّة القربى ، فالاستخفاف بمودّة القربى استخفاف بأجر الرسالة والنبوّة ، واستحلال عداوة العترة استحلال لحرمة الرسالة.
وقال ابن حجر في ترجمة لِمازَة بن زبّار ـ أبو لبيد البصري ـ : «ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل البصرة ، وقال : سمع من علي وكان ثقة وله أحاديث ، وقال حرب عن أبيه : كان أبو لبيد صالح الحديث ، وأثنى عليه ثناءً حسناً ، وقال موسى بن إسماعيل ، عن مطر بن حمران : كنّا عند أبي لبيد فقيل له : أتحبّ عليّاً؟ فقال : أحبّ علياً وقد قتل من قومي في غداة ستة آلاف ، وذكره ابن حبّان في الثقات.
وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين : حدّثنا وهب بن جرير ، عن
____________
(١) ميزان الاعتدال ١ / ٦٣١.