وقال الذهبي في ترجمة لِمازة بن زبّار : «بصري حضر وقعة الجمل ، وكان ناصبياً ينال من علي رضي الله عنه ، ويمدح يزيد» (١). انتهى.
أقول :
دفاع ابن حجر عن الناصبة وإن كان استحلالاً منه لعداوة علي عليه السلام بتسويل واهي إلاّ أننا نوضّح لوازم كلامه ونسجّل نقاط اعترافه :
الأُوّلى : إقراره بتوثيق أهل سُنّة الجماعة غالب الناصبة المعادين لعترة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، واعتمادهم في الرواية عليهم وأخذ أحكام الدّين عنهم ، ولاغرابة في ذلك لأنّ مآل من يترك العترة النبويّة التي أمر الله بمودّتها ـ وهو ترك لأعظم فريضة ـ الركون إلى العصاة البغاة أهل النفاق والشقاق.
الثانية : إقراره بتوهين أهل سُنّة الجماعة كافة الشيعة ممّن يميل إلى عترة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ويواليهم ، وهذا يعزز ما ذكرناه من أنّ مرادهم من السُنّة هو سُنّة العداء وقطعية عترة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.
الثالثة : دعواه : أنّ حرمة بغض علي عليه السلام وكون البغض نفاقاً مقيّداً بسبب نصرة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، واستدل على التقييد بأنّ من وقعت منه إساءة في حقّ المبغض يبغضه بحكم الطبع البشري.
ويندفع : مع ذيل كلامه من أنّ الناصبة يبغضون عليّاً لمخالفته لعثمان ، وليس كلّ الناصبة ممّن كان في عصر علي عليه السلام ، ولا كلّ الناصبة هم ممّن قتل علي آباءهم في بدر وأُحد وحنين والأحزاب وخيبر والجمل وصفين ،
____________
(١) ميزان الاعتدال ٣ / ٤١٩ رقم ٦٩٨٩.