منهم الوليد بن عبد الملك!!
ثمّ أين غيرتهم على الصحابة والبراءة من سبّ الصحابة؟! وأين تلك الهالة القدسيّة التي يحيطونها بالصحابي؟! وأين تلك الحميّة لصحبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟! أو ليس ابن عمّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم نجم ورأس في الصحبة والصحابة؟! علاوة على قرابته للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومقاماته في بناء صرح الدّين.
كلّ هذا شاهد لما كررناه في بحوث هذه الحلقات أنّ عنوان الصحابة لا يراد به إلاّ أصحاب السقيفة دون الأنصار ودون بني هاشم ودون من والى عليّاً عليه السلام من المهاجرين وسائر الصحابة ، كما أنّ مرادهم من أصحاب السُنّة هو سُنّة العداء والقطيعة والجفاء لعترة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، بل إنّ هذه السُنّة الجاهلية والمنبعثة من السقيفة والأُمويّة المروانية قد طالت شخص النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
قال ابن حجر في ترجمة خالد بن سلمة بن العاص المخزومي المعروف بالفأفأ : قال أحمد ـ أي ابن حنبل ـ وابن معين وابن المديني : ثقة ....
وقال أبو حاتم : شيخ يكتب حديثه ، وقال ابن عدي : هو في عداد من يجمع حديثه ، ولا أرى بروايته بأساً ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال محمّـد بن حميد عن جرير : كان الفأفأ رأساً في المرجئة وكان يبغض عليّاً ، ذكره علي بن المديني يوماً ، فقال : قُتل مظلوماً.
وقع في صحيح البخاري ضمناً ، وذكر ابن عائشة أنّه : كان ينشد بني مروان الأشعار التي هجى بها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (١).
____________
(١) تهذيب التهذيب ٢ / ٥١٤ ـ ٥١٥.