وقال في موضع آخر : ثبت شديد التحامل على علي.
وقال الحسن بن علي الخلال : سمعت عمران بن إياس سمعت حريز بن عثمان يقول : لا أحبّه قتل آبائي ـ يعني عليّاً ـ.
وقال أحمد بن سعيد الدارمي ، عن أحمد بن سليمان المروزي : سمعت إسماعيل بن عياش قال : عادلت حريز بن عثمان من مصر إلى مكّة فجعل يسبّ عليّاً ويلعنه ، وقال الضحاك بن عبد الوهاب ـ وهو متروك متّهم ـ : حدّثنا إسماعيل بن عياش سمعت حريز بن عثمان يقول : هذا الذي يرويه الناس عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال لعلي : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» حقّ ، ولكن أخطأ السامع ، قلت : فما هو؟
فقال : إنّما هو : أنت منّي بمنزلة قارون من موسى.
قلت : عمّن ترويه؟
قال : سمعت الوليد بن عبد الملك يقول وهو على المنبر.
وقال ابن عدي : وحريز من الأثبات في الشاميين ، ويحدّث عن الثقات منهم ، وقد وثّقه القطان وغيره ، وإنّما وضع منه ببغضه لعلي ، وقيل له في ذلك ، فقال : هو القاطع رؤوس آبائي وأجدادي.
وقد اعتمده البخاري في صحيحه» (١). انتهى.
أقول :
فانظر إلى مدح هذا الناصبيّ الوضّاع ، وتوثيقهم له وجعلهم إيّاه من الأثبات ، واعتمادهم عليه وملازمة روايته وتوثيقهم لجميع مشايخه الذين
____________
(١) تهذيب التهذيب ٢ / ٢١٩ ـ ٢٢٢.