الرابع : جريهم على استبشاع الروايات الواردة في فضائل علي عليه السلام فتارة يعبرون لا ينبسط لحديث فلان ، وأُخرى لا يكتب حديثه ، وثالثة استثقل حديثه وغير ذلك من عبائرهم التي تفوح بالإشمئزاز والنفرة من الذي قال فيه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» ، «وعلي مع الحقّ والحقّ مع علي يدور معه حيثما دار» ، «لا يبغضك يا علي إلاّ منافق أو ابن زنا أو ابن حيضة» ، وغيرها من الأحاديث النبويّة.
الخامس : جعلهم الانقطاع عن أهل البيت عليهم السلام والابتعاد عنهم وتركهم سُنّة ، والعاملين بها أصحاب سُنّة كما عبّر بذلك ابن معين في كلامه مع المحدّث الحافظ عبد الرزاق الصنعاني ، وجعل موادّة عبد الرزاق لأهل البيت عليهم السلام فساد في الدين.
ولا يخفى أن جعفر بن سليمان ممّن روى حديث الطير ، وحديث ماتريدون من عليّ! عليّ مني وأنا منه وهو وليّ كل مؤمن بعدي كما ذكر ذلك الذهبي في الميزان (١).
وقال ابن حجر في ترجمة حريز بن عثمان الحمصي : «قال معاذ بن معاذ حدّثنا حريز بن عثمان ولا أعلم أني رأيت بالشام أحداً أُفضله عليه.
وقال الآجري عن أبي داود : شيوخ حريز كلّهم ثقات ، قال : وسألت أحمد بن حنبل فقال : ثقة ثقة ، وقال أيضاً : ليس بالشام أثبت من حريز إلاّ أن يكون بحير ، وقال أيضاً عن أحمد وذكر له حريز وأبو بكر بن أبي مريم وصفوان فقال : ليس فيهم مثل حريز ليس أثبت منه ...
وقال عمر بن علي : كان ينتقص عليّاً وينال منه وكان حافظاً لحديثه
____________
(١) ميزان الاعتدال ١ / ٤١٠ ـ ٤١١.