من أئمّتنا خلاف ، أن الصدوق المتقن إذا كانت فيه بدعة ولم يكن يدعوا إليها الاحتجاج بخبره جائز» (١). انتهى.
فيلاحظ من نقله لكلمات أئمّة الجرح والتعديل الأُمور التالية :
الأوّل : جعلهم حبّ علي عليه السلام ونقل الرواية في فضائله بدعة ، ويسمونه تشيع ، وهم في ذلك يستحرمون الفريضة العظيمة التي أمر بها القرآن من مودّة القربى.
الثاني : جعلهم الميل إلى أهل البيت مصدر طعن وقدح في الراوي ، وتراهم يفصحون بذلك ويجاهرون به في كثير من تراجم الرواة من غير نكير وهذا شقاق مع الله ورسوله ومحادّة ، وقد طعنوا في كثير من أصحاب علي عليه السلام وحواريّه بمثل ذلك.
الثالث : إعراضهم عن روايات فضائل أهل البيت عليهم السلام التي يرويها الثقات ، وكم طُمس وضُيّع من الآثار النبوّية في مناقب العترة ، الجمّ الغفير وترى تصريحهم بالإعراض المزبور في تراجم رواة ثقات كثير ، ومن ذلك قول الشافعي في حقّ الإمام أمير المؤمنين عليه السلام : ماذا أقول في رجل أخفت أولياؤه فضائله خوفاً ، وأخفت أعداؤه فضائله حسداً ، وشاع من بين ذين ماملأ الخافقين (٢).
وكيف لا يكون ذلك منهم وقد منع كتابة الحديث النبوي في الصدر الأوّل تحت شعار حسبنا كتاب الله.
____________
(١) تهذيب التهذيب ٢ / ٦١ ـ ٦٣.
(٢) حلية الأبرار ١ / ٢٩٤ ، وانظر : الرواشح السماويّة : ٢٠٣ ، الأنوار البهيّة : ٦٠ ، كشف اليقين : ٤٠.