تواجهها ، التي لا ينفع في الوصول إليها أي أسلوب آخر ، لأن هذين الأسلوبين يعطيان للثقافة حيوية دافقة في تشكيل الوعي ، بينما يمثل الأسلوب التقليدي أسلوبا جامدا تنتقل فيه الخطوات ببطء ، وتنطلق معه المواقف ببرودة وهدوء ، الأمر الذي يفرض التداخل بين التحرك الثقافي والتحرك السياسي والجهادي.
رابعا : إن واقع التحدّي قد يحمل للإسلام بعض الفرض التي تسنح بتحقيق انتصارات حاسمة على الساحة ، إذا ما تمّ استغلال تلك الفرص في العمل السياسي أو الجهادي للضغط على مواقع الأعداء وإسقاطهم ، ذلك أن ترك ذلك في وقته قد يتسبب في ضياع أكثر من فرصة للتحرير ، أو للتثوير ، أو في تحقيق مكاسب كبيرة على مستوى المستقبل. من هنا ، لا بد من التفكير في استخدام أساليب تجمع المسألة الجهادية بالمسألة الثقافية ، ليلتقيا بالمسألة السياسية التي تكون عبرهما أرضا قوية صلبة وثابتة.
من خلال هذا العرض الموجز ، نريد التأكيد على أنّ حركة الدعوة إلى الإسلام على المستوى الثقافي والسياسي والجهادي ، لا تتأطر في خطوط عامة ترسم بشكل دقيق ، بل تحتاج إلى مرونة تتداخل فيها المراحل ، أو تبعا لما يستدعيه الواقع ، مما قد يفرض على الدعاة ملاحقة تطورات الواقع بشكل دائم ودراسة التأثيرات السلبية أو الإيجابية لأساليب العمل المستخدمة في الدعوة إلى الإسلام ، للاستفادة من ذلك في الوصول إلى النتائج العملية الحاسمة على أكثر من صعيد ، من أجل أن تكون الحركة الإسلامية قريبة من الواقع ، وبعيدة عن المثالية في التصوّر والممارسة.
* * *