(وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَ) أي : أزواجهن ، فللزوج أن يرى من امرأته ما شاء ، (أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَ) من الآباء والأجداد للأب وللأم ، لصدق الأب على الجميع (أَوْ أَبْنائِهِنَ) ويشمل الأولاد وأولادهم.
(أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَ) ويشمل أحفادهم ، (أَوْ إِخْوانِهِنَ) من الأب والأم أو من أحدهما (أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَ) الأولاد والأحفاد.
اما جواز إبداء الزينة لهؤلاء ، فلأن العلاقة التي تربط المرأة بهم علاقة ذات طابع خاص ، محكومة للحواجز النفسية التي تمنعهم من التفكير الجنسي والانجذاب الغريزي تجاهها بسبب الأحكام الشرعية والتقاليد الاجتماعية والقيم الإنسانية العميقة في وعي الناس التي تجعلهم من المحارم مم ، أيجعل الانجذاب الجنسي إليهم عملية انحراف بعيدة عن المألوف وعن الوضع الطبيعي للعلاقات الإنسانية.
لكنّ هذا الموضوع قد يخضع لكثير من الاهتزازات النفسية التي تدفع الإنسان إلى الانحراف والشذوذ ، وتحمله على الاعتداء على ابنته أو أخته أو ابنة أخته أو أخيه ، بسبب التوجيهات اللاأخلاقية التي تثير الغريزة في الاتجاه المتمرد على الحرام ، أو بسبب الأفلام الخلاعية ، أو القصص المثيرة ، ونحو ذلك مما أصبحنا نسمع الكثير منه في عالمنا المعاصر.
ولذلك ، فلا بد من الرقابة الدائمة على حركة العلاقات ، وضبط الأجواء المثيرة ، والعمل على إيجاد الضوابط الخارجية بالإضافة إلى الضوابط الداخلية في عمق الذات .. فقد دلّت التجارب على أن الاعتماد على التقاليد في مثل هذه الأمور لا يحقق أيّة ضمانة عاصمة ، فمن السهل تفتيت القيم الروحية والأخلاقية عند وجود اتجاه تربوي مضادّ لها بالوسائل المنحرفة المتنوعة.
(أَوْ نِسائِهِنَ) اختلف في المراد بالنساء هنا ، هل المراد النساء المسلمات ، فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تكشف زينتها على غير المسلمة ،