الله للمرأة ، مما يجعل المسألة في هذا المجال غير بعيدة عن ذلك ، فتكون هذه الآية وما بعدها بيانا لما يجب أن يغضّ البصر عنه ، وما يجب أن يستره عن النظر ، لا سيّما إذا عرفنا أن حفظ العورة عن النظر واجب على الرجل والمرأة ، سواء كان الناظر رجلا أو امرأة ، كما أن النظر إلى العورة محرّم على الرجل والمرأة للمماثل ولغيره ؛ والله العالم.
(ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ) لأن ذلك ما يحفظ لهم طهارة الروح والجسد ، بالابتعاد عن العوامل المثيرة للغريزة التي قد تؤدي إلى الانحراف ، لأن الاقتراب من عناصر الاحتراق قد يدفع في كثير من الحالات إلى الوقوع في المحرقة. (إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ) في ما يقومون به من أعمال الانحراف ، وعلى هذا الأساس ، فإن عليهم أن يستشعروا رقابة الله عليهم ، حتى لا يشعروا بالأمن إذا كانوا في غفلة عن أعين الناس ، لأن عين الله لا تغيب عن شيء ، ولا يغيب عنها شيء.
* * *
مواضع الستر
(وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَ) فلا يملأن عيونهن من النظر إلى ما يحرم النظر إليه ، ولا يتعمّدنه (وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَ) من الزنى ، أو من النظر ، فيسترنها عن عيون الناظرين أو الناظرات.
وقد يثأر الحديث في هذه الفقرة من الآية حول ظهورها في حرمة نظر النساء إلى الرجال بالتقريب الذي جرى الحديث فيه عن نظر الرجال إلى النساء ، وقد يؤكد ذلك الحديث المعروف عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في قصة ابن أم مكتوم عن أم مكتوم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : كنت عند النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعنده ميمونة ، فأقبل ابن أم مكتوم وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب ، فدخل علينا ،